أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ان "دار الفتوى تخطت ازمة عاشها الجميع متألمين على مدى سنوات ولكن بفضل الله ومساعي جميع المخلصين وخاصة المبادرة العربية التي نحترمها ونقدرها ونجلها وضمنا ايضا كل الدول العربية التي كانت تتفاعل مع انهاء هذا الملف بالسرعة الممكنة". وقال: لقد يسر اللهللمسلمين في لبنان أن ينتقلوا من حالة التشرذم والانقسام في كثير من أمورهم السياسية والدينية لينتقلوا الى حالة الوحدة والتلاحم مع المؤسسة الدينية الام وعلى اكثر من صعيد اسلامي".
وخلال حفل تكريمي أقيم على شرفه بدعوة من رئيس منتدى الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي في دارته، أشار دريان إلى انه "تم اختياري بثقتكم جميعا في ادق واصعب واحرج مرحلة في تاريخ لبنان، والله سبحانه هو من يسر هذا الامر وهو وحده تعالى الذي سوف يعين ويوفق ويسدد لنا في خطواتنا المقبلة, وبصراحة اكبر نحن اهل السنة والجماعة اهل الاعتدال، فديننا الاسلامي الحنيف هو دين الوسطية والتسامح والاعتدال والانفتاح على الاخر وقبول الاخر وهو دين الحوار ودين الرحمة للعالمين جميعاً"، مشددا على ان "هذا هو الاسلام وهذا هو ديننا وهذه هي رسالتنا، ومن يحاول ان يخطف منا هذه المعاني السامية من صميم ديننا لن نقبل بذلك ابدا".
وأكد ان "المطلوب كما جئت بإجماعكم جميعا سأستمر بالعمل في دار الفتوى ايضا بإجماعكم وبتكاتفكم مع دار الفتوى اجمعين، فهذه الدار بحاجة الى كل واحد من افراد الطائفة، بحاجة الى كل شخصية فاعلة من هذه الطائفة، ونحن جميعاً سنعمل ضمن اطار المصلحة الاسلامية العليا لا مصالح سياسية ضيقة ولا مصالح شخصية بتاتاً، وكل الخلاف يبقى على ادراج دار الفتوى ويبقى سقف دار الفتوى يسع الجميع".
وقال: "نحن اهل السنة اهل الاعتدال، فلا مكان للغلو وللتطرف والارهاب بيننا ابدا ونحن سنمد ايدينا المفتوحة الى اخواننا في المذاهب الاخرى وسنتصدى للغلو والتطرف ان وجد فينا والمطلوب من اتباع المذاهب ورجالات المذاهب الاخرى وشخصياتها واحزابها ان تمد الايدي ايضا للمبادرة لمنع الغلو والتطرف، فنحن لا يمكن ان نقبل باي خطاب تحريضي مذهبي مقيت يفرق بين ابناء الدين الواحد، والمطلوب من الجميع الحكمة واليقظة لان هناك الكثير مما يحاك لديننا ولاتباع ديننا لايقاع الفتنة المذهبية المدمرة بين صفوفنا وما دمنا نحن اهل الحكم واهل الاعتدال واهل الاسلام الحنيف لن نقبل بان تمر الفتنة من بين صفوفنا".