استهل رئيس دير ستافرونيكيتا قدس الأرشمندريت تيخن في اليونان نشاطه الأول في ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس بزيارة دير سيدة الناطور التاريخي والأثري. وقد اطلع على الأعمال المنجزة في الدير بجهود الأخت كاترين الجمل التي أمضت ما يقارب الأربعين سنة في حماية والدة الإله التي تشهد على اعتنائها بديرها رغم قلة الموارد.
أما النشاط الرسمي الأول كان في دير الشفيعة الحارة بدبا حيث كان استقبال رسمي بحضور راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام كرياكوس ورئيس الدير قدس الأرشمندريت كسيانوس العيناتي ومشاركة رؤساء الأديار: فيفرونيا دير القديس يعقوب المقطع دده، أنثوسة دير القديس جاورجيوس الكفر، أنطونيوس رئيس دير القديس ديمتريوس كوسبا، يونان دير سيدة بكفتين.
استهل اللقاء بصلاة الغروب برئاسة راعي الأبرشة بعدها تبادل الكلمات بين رئيس الدير الأرشمندريت كسيانوس ورئيس دير ستافرونيكتا، ثم انتقل الجميع إلى صالون الدير حيث كان خلوة روحية دامت حوالي الساعة، واختتم اللقاء بعشاء رسمي على سرف الضيف الكبير.
وفي صباح اليوم الثاني للزيارة السلامية لقدس الأرشمندريت تيخن في ربوع الأبرشية، توجه إلى دير القديس يعقوب الفارسي المقطع. كان باستقباله رئيسة الدير الأم المتوحدة ففرونيا مع أخويتها، فكان لقاء في صالون الدير، ثم حديث روحي استمر لساعتين. بعدها زيارة سريعة لأرز الرب في بشري والمنطقة المحيطة، ثم العودة إلى دير سيدة بكفتين حيث كان باستقباله رئيس الدير قدس الأرشمندريت يونان الصوري، الذي اولم على شرف الضيف الكبير ومرافقيه بحضور راعي الأبرشية.
في دير سيدة بكفتين زار أقسام الدير والأعمال التي تنجز فيه بجهود الرئيس الشاب الذي يحاول جاهداً إبراز معالم الدير الاثرية بعد رقاد الجهل والإهمال. بعد الظهر ذلك اليوم كان اللقاء التاريخي كما أسماه صاحب المتروبوليت أفرام بين طلاب معهد اللاهوت في البلمند وطلاب المركز الرعائي في أبرشية طرابلس. اذ كان له وقع كبير على نفوس الذين شاركوا فيه. ثم اقيمت بعده صلاة البراكليسي في دير سيدة البلمند بحضور رئيس الدير متروبوليت بغداد والكويت غطاس هزيم ثم عشاء رسمي في المعهد.
وبالرغم من الوضع المأساوي التي تعيشه طرابلس قرر المركز الرعائي للتراث الآبائي أن يكمل البرنامج المطروح فقد تم نقل اجتماع الكهنة الذي كان مقرر عقده في المدينة إلى دير سيدة بكفتين. فكان قداس إلهي ثم الإجتماع مع الضيف الآثوسي وحوار حول "الخدمة الكهنوتية والصحة النفسية" التي قام بترجمتها الأب ميخائيل الدبس. بعد الحوار كانت مائدة محبة.
وفي عيد القديس ديمتريوس المفيض الطيب تراس المتروبوليت كرياكوس بمشاركة قدس الأرشمندريت تيخن ورؤساء كل من اديار القديس ديمتريوس كوسبا أنطونيوس، دير سيدة بكفتين يونان، وقدس الأرشمندريت يعقوب الخليل الذي أتى من الجنوب بمرافقة 40 شخصاً! صلاة الغروب وكسر الخبزات الخمس كانت أولى المحاضرات للعموم بحضور حشد من المؤمنين حول" والدة الإله الفائقة القداسة كنموذج في الحياة الروحية".
كما اقيم قداس احتفالي في رعية القديس يعقوب أخو الرب في كفرحزير بمناسبة عيد القديس ديمتريوس المفيض الطيب والعيد الوطني اليوناني بحضور سفيرة اليونان في لبنان وعدد من الفعاليات الرسمية والنيابية وحشد كبير من المؤمنين.
وبعد الظهر المحاضرة الثانية للشبيبة حملت عنوان - "قيمة وصايا الرب عبر الزمان" في ثانوية بكفتين اذ قدم تأمل روحي وعملاني قلّ نظيره. وتميز اللقاء بتفاعل الشبيبة وطرحهم أسئلة عميقة من صلب الواقع الذين هم فيه.
في اليوم الرابع اختتمت الزيارة الرسمية إلى الأبرشية. وكان لها وقع كبير على المؤمنين وقد حملت خير تعزية لهم لاسيما أن المركز الرعائي للتراث الابائي وبإرادة وعزم قويين تابع البرنامج المقرر بشكل اعتيادي، في اصرار وايمان برجاء وصلوات هؤلاء الآباء، أن هذه السحابة السوداء لا بد لها أن تنقشع ليس عن الشمال وطرابلس تحديداً إنما للوطن أجمع.
