اعتبر بطريرك بابل على الكلدان مار لويس روفائيل الاول ساكو في مؤتمر صحفي حول الوضع في العراق، أن "العراق يسير في نفق طويل وصعب بسبب الصراعات القائمة وضعف الحكومة المركزية، وهناك تقدم بسيط وبصيص أمل ضعيف بسبب هيمنة الدولة على الأراضي في بغداد والجنوب العراقي، بينما المثلث السني غير مسيطر عليه، إضافة الى اقليم كردستان، وبالنسبة الينا كمسيحيين نحن ضحية السياسة ومررنا بظروف صعبة بعد التهجير وتغيير مناطقنا والاستيلاء على البيوت والممتلكات والسيطرة على الكنائس من احراق وهدم، واخيرا هدم كاتدرائية مار افرام في الموصل وقد بيعت المحتويات وكسرت الصلبان المقدسة وستحول الى مسجد، انه امر لم يحدث في التاريخ، والمعروف ان الخليفة عمر بن الخطاب عندما زار القدس لم يقبل ان يدخل الى الكنيسة احتراما منه للدين الاخر، واذا كانت هذه الحركات تعتمد فعلا الشريعة الاسلامية عليهم ان يحترموا الديانات الاخرى".

ولفت ساكو خلال المؤتمر في مطرانية الكلدان في الحازمية الى أننا "في قلق دائم من أن نبقى قطعة في تاريخ العراق وأن تحافظ علينا منظمة اليونيسكو بسبب الاضطهاد والهجرة العشوائية، لهذا نحن نخاف على مستقبل المسيحيين في المنطقة لانهم ساهموا بشكل كبير في الحضارة العربية والاسلامية، ومن غير المقبول أبدا اليوم أن يقتل السنة والشيعة بعضهم بعضا وصراع الديانات هذا يؤثر على المسيحيين"، مشيراً الى ان "الغرب غير مهتم بمشاكلنا، بل هو يهتم بمصالحه الاقتصادية وبصراحة يهتم بأمن اسرائيل، وهناك مخطط ضبابي والخطابات السياسية غير مطمئنة ومن الممكن ان تطول الحرب لسنين، و"داعش" مستمر في تهديد المسيحيين ويمنعهم من العودة الى مناطقهم، ونتساءل في هذا الاطار، ما هو مستقبل هذه الشعوب؟ أهو التقسيم؟ أهو الخراب؟ أهو الوحدة الوطنية؟ أو المصالحة أو اصلاحات؟ جميعنا مع الاصلاح والديمقراطية والحرية لكن الديمقراطية والحرية هي مشاريع طويلة الأمد وهي مشاريع يجري اعدادها، وهنا أقول أن الحروب لا تزيل المشاكل بل هي ضمن الممكن أن تساعد نوعا ما في حل ثلاثين في المئة من المشاكل ولكن يبقى السبعون في المائة، وهذا يجب أن يحل بالحوار والتفاهم وإعادة تأهيل الناس وتزويدهم بثقافة جديدة وهذه الحركات التكفيرية تفكك من خلال مشاريع تثقيفية ومن خلال مفاهيم متجددة منفتحة خصوصا من قبل الاسلام، لأن الاسلام اليوم هو المختطف وهو بحاجة الى فكر منفتح والى قبول الاخر واحترام حقوق الاخر والى مشروع المواطنة الواحدة بعيدا عن الدين، وهذا هو أملنا ان نبقى في تواصل وأن يعود المهجرون العراقيون الى بلادهم وأن يحرر موطنهم وأن يعي المسلمون خطورة الافخاخ التي تزرع هنا وهناك وتوقع دولنا وبلدنا ومستقبلنا".