اعرب رئيس بعثة الامم المتحدة السابق الى ليبيا ​طارق متري​ عن "اعتقاده من انه ما من تحوّل في الموقف الدولي بشأن ليبيا، اولاً لان التدخل العسكري في ليبيا تمّ في غفلة من الزمن ولن يتكرر بعدما اعتبر الروس انهم خُدعوا وهم أعلنوا أكثر من مرة ومع الصين انهم لن يوافقوا على اي تدخل لا في سوريا ولا في سواها"، مشيرا الى "انه كان يقول لليبيين دائماً ان التدخل الدولي صفحة وطويت وعليكم ان تنسوا الامر، جرى التدخل لحماية المدنيين في بنغازي ثم أطاحوا بالرئيس الليبي معمر القذافي قبل ان يغادروا ولن يعود التدخل الدولي بالتأكيد".

ورأى متري في حديث لصحيفة "الراي" الكويتية، ان "في تجربة تونس ما يعزز اقتناعه بأهمية الحراك الداخلي للخروج من المأزق واستيلاد الحلول"، لافتا الى انه "بغض النظر عما ينتظر تونس بعد الانتخابات النيابية الاخيرة، ففي البلاد تياران كبيران، واحد وطني غير اسلامي وآخر إسلامي دفعهما المجتمع التونسي دفعاً في اتجاه البحث عن تسوية سياسية سمحت بإنتاج دستورٍ تقدمي وحديث"، مشيرا الى ان "التونسيين أدركوا انه في مرحلة الخروج من الثورة لا بد من الائتلاف والتسوية والالتقاء على مبدأ قيام الدولة لان هذه المسألة أهمّ من تصفية الحسابات السياسية"، موضحاً ان "من الصعب مقارنة التجربتين التونسية والليبية، فليبيا خارجة من ثورة بعد 43 عاماً من الطغيان، مجتمعها منهك ومن دون مؤسسات ولا جيش ولا شرطة ولا دولة، وتالياً فان المطلوب هو لملمة الوضع لا تعميق الانقسامات فيها عبر التدخلات الاقليمية".

واعرب متري عن "اعتقاده ان الولايات المتحدة منكفئة عن المنطقة، والدول الاوروبية غير قادرة على فعل اي شيء بمفردها، وتالياً فان قدرة الغرب على التدخل في ليبيا محدودة، ورغبته محدودة أكثر، وهي رغبة تنسحب على الموقف من كل المنطقة، في مصر وتونس واليمن، ولذا فان الخيار يكون بتكليف الامم المتحدة في إطار التهدئة والمساعدة على بناء المؤسسات".