أشاد المعاون البطريركي للكلدان الكاثوليك في العراق ​شليمون وردوني​، في حديث لصحيفة "المستقبل"، بفكرة انعقاد مؤتمر الأزهر الدولي لمواجهة الإرهاب والتطر، لافتاً إلى أن "هذا اللقاء من أجمل ما يمكن أن يكون بيننا، لأننا في غاية الحاجة إلى التفاهم والتعارف والتعاون، لا سيما وأنّ هناك انقسامات كثيرة في الشرق الأوسط نفسه"، داعياً إلى "درس قضية الإرهاب معاً بكل شفافية بعيداً عن المصالح الشخصية والدولية، وبعيداً عن الحزب والمذهب، من خلال اعتماد نهج متجرد يتطلع فقط إلى مصالح الشرق الأوسط".

وإذ حذر من أنّ "هناك كثيرين يعملون ضد الشرق الأوسط"، سأل وردوني: "من أين أتى "داعش" وكيف ولماذا أتى؟ مَن دفعهُ ولماذا دَفعهُ ومن يُموّله ويقويه؟"، وأردف: "لقد قام بأعمال إجرامية في العراق كما سوريا، حيث قتل الأطفال وقَبَر أشخاصاً أحياء، وهتك أعراض البنات وباع الواحدة منهم بمئة دولار بينما هو يتكلم عن الأخلاق ويتحدث باسم الدين. يقتل وهو يقول "الله أكبر"، يذبح بطرق لا أخلاقية وغير شرعية يجرّمها القرآن الكريم نفسه الذي يتكلّم عن الرفق بالحيوان حين يُذبح فكم بالأحرى الإنسان".

ولفت إلى أنّ "القرآن يقول إنه لا إكراه في الدين فكيف يأتي هذا التنظيم ويجبرني على أن أصبح مسلماً؟ أنا مقتنع بإيماني وسوف نلتقي أمام الله الديّان العادل الذي أعطانا الحياة ولا يحق لأحد سواه أن يأخذها منّا"، وأضاف: "في العراق ترك أكثر من 200 ألف مسيحي بيوتهم وأموالهم وكل ممتلكاتهم خوفاً من أن يُجبروا على أن يصبحوا مسلمين، وقالوا بوضوح نحن لنا المسيح ونترك كل أموالنا وتاريخنا للمحافظة على ديننا وعقيدتنا".

وشدد على أنّ "داعش" وأمثاله من التنظيمات الإرهابية ليسوا سوى "مجرمين يعملون ضد الله والشريعة والقرآن"، ودعا إلى "تجفيف منابعهم وقطع الإمداد بكل أنواعه عنهم"، آملاً في "تحقيق التعاون والاتحاد بين الجميع في المنطقة لأنّ الشرق الأوسط غنيّ بتنوّعه".