ما منعرف ازا مخّ- موخوس هوّي اللي مسمّي الزرا توم. بس منعتقد انو هوي العاطي إسمو للمخّ: أكيد كان صاير مضرب متل: "فلان مخّ". كانو يقولو، متلما رح يقولو: "فلان أفلاطون" و"فلان أوكلنزيس" (حاقلاني). ع كل حال، العالم بنسن والعالم مارتن وغيرن، بينسمّو موخوس مخّ او موخ (ع اعتبار الـ"س"، وصلي يونانيي). ومنفتكر شخصيّن انو يمكن يكون شي عظيم من عصر تور- ايل، حدس بالزرّا قبلو ونعطالو اسمو متلما كانت تنعطى أسامي المخترعين والمتكشفين لإكتشافاتن وإختراعاتن. بس لحد هلّق ما عنّا براهين ع هيك شي. كل شي منقدر نقولو هو إنو سم توم او توما لبناني من بدايات التاريخ لليوم. ورغم كوننا منعرف عن عظما عصر تور- ايل انو ما خفي علين إشيا كتيري من قضايا الفكر، منتظر قبلما نجزم بهـ الموضوع، إنو اكتشافاتنا التاريخيّي تلقي عليه إضويي جديدي.

لبينما يتم هـ الشي منقدر نردّد مع الوعّي موخوس من سبات النسيان "شو الوجود؟ في العدم الطاغي ع كل مكان وكل مدى. من العدم بيقوم الوجود برحلي للوجود. آه هـ الرحلي لو بحط إيدي ع معميّاتها. الشي محتم علي يكون بقي فيه جزء من العدم، من طبيعتو الأولي. جزء عمقول؟! بس جزء بيزهل. العدم متل هـ الفضا، ولا بد، والشي متل هـ النجوم روس دبابيس بمخدّي كبيري. هـ الاشيا العمنشوفا منفتكرها جماد بجماد. مين قال؟ هيدي اكيد متل حياتي أنا: من عدم هيّي أكتر منا من وجود. أنا ممكن عيش، عيش كتير، بس حياتي فراغ. بحر من فراغ عميدور فيه وجود قليل ...آخ! كل شي فراغ: هـ الصخرا،هـ القطعا من معدن بتبين صلبي ملاني، ومش لازم تكون لا صلبي ولا ملاني. هي متلي، وجود قليل بفراغ كبير. بس عيني مش شايفين. مبلى، مبلى، المادي بأساس ما هيّي، إشيا من الوجود قليلي ببحر من الماشي ما إلو حدود، بس عمتدور، لأبد عمتدور"! بعد كلمي لازم نقولا هيي هـ السؤال: بما إنو مدرسة موخوس بقيت مكمّلي وشاقّا طريقا عبر العصور، توصّلت لبيتاغور الصيدوني، ومن بعدو لعلما الزرّا اليونان، وين يا ترى مركزها، بصيدون يما بصور؟

- "بين التنين" بيقول صديقنا المأرّخ المطّلع محمد مكي. وبيزيد: كان بين صيدا وصور جامعا عظيمي يتعلّمو فيا نبلا فينيقيا ونبيلاتها والموهوبين والموهوبات كل أنواع العلوم والفنون، من اللاهوت والفلسفي والشعر والادب للموسيقى والرسم والنحت والرقص... وكانت مشهورا لدرجي انو كانو يجو إمرا العالم المتمدّن ينقّو عرايسهن من هـ الجامعا. ومن أشهر الكان إسما تدوغيبا، وسمّاها الفرعون يوم الخطبها "نقر تيتي" يعني "يا حلوي تعي".

وضلّت جامعة صيدونيا عامرا ومجهجها بكل العالم القديم، لإيام سترابون (بالقرن الاول للمسيح) وحتى لأبعد. وأكيد سترابون كان عميفكر بهـ المدرسي لمن كتب نصّو الشهير البيحكي فيه عن عظمة الفكر الصيدوني، وبيزكر كم إسم من العظما الصيدونيّي، ومن الجملي موخوس.

وبهـ المناسبي منورد هـ النص الشهير لسترابون، ومناخدو من كتابو "الجغرافيا"، وهوي اللازم كل لبناني يقرا ويحفظو ويعلّمو للناس.

"بخصوص الصيدونيّي، تاريخ كل العصور بيوصفلنا ياهن كشعب فنّانين (هيك بيسمّين هومير)، وفلاسفي وعلما، بما إنن إنطلاقن من أبسط مبادي الحساب والإبحارن اللي ما في غنى عنن للتاجر تيتاجر وللبحّار تيستهدي بالليل، قدرو يرتفعو لتجريدات الفلك والرياضيات... وبيفكرو عامذتن انو اليونان أخدو الهندسي عن الفينيقيي. ولحد اليوم كلمن قصد تحصيل العلم بأيا فرع من فروعه المعروفين بيلاقي منابع بصيدا وصور أكتر ما بيلاقي بأيا مديني تانيي بالعالم.

وازا أخدنا برأي بوزيدونيوس، لازم نردّ شرف النظريي الزريي زاتا لفيلسوف صيدوني هوي موخوس عاش بل الحرب طروادا. بس ما في لزوم نرجع هـ القد لورا. حتى بايامنا، عطيت صيدون فلاسفي شهيرين منزكر منن بوتوس اللي أرسططلسنا برفقتو بالماضي. ومتلو ديودوت خيّو. وبالنسبي لصور، منقول انو ولد فيا انتيباطر، وهك البولّونيوس الهو بكرنا والوضع جدول فلاسفة مدرسة زيتون وفهارس مألفاتهن".

منختم بقولنا: الحدس بالزرا وبإنا بتتجزأ، بينعدّ مش بس أهم "كورولّيرات" هـ التيوريم العظيم الإسمو إختراع الأبجديّي، بينعدّ واحد من أهم محطات الفكر البشريي وسورا من أعظم السورات الفكريّي الساهمت وعمتساهم بتغيير معالم حضارة الأرض.

بيبقى إنّا نتأسف ع ضياع كنز من كنوز لبنان الكتيري هوّي كتي موخوس، اللي لو بقيت، كانت ولا شك فجّرت العلم الزرّي وكل فروع العلم اللي وقفت بدربا نظريات مدرسة أبدير.