ذكرت "الاخبار" أن الخلاف بين القاهرة والدوحة انتهى، الرئيس المصري سيهبط في الرياض خلال عودته من الصين للقاء الأمير القطري تحت رعاية سعودية. هو أول لقاء رسمي بين الرجلين منذ إطاحة نظام "الإخوان المسلمين" قبل أكثر من 18 شهراً، وتوتر علاقات البلدين إلى حدّ "الحرب الإعلامية والمالية"، واوضحت انه رغم وجود بعض القضايا العالقة التي يجري التفاوض عليها خلال الساعات الراهنة بين كل من مصر وقطر، فإن صفحة الخلاف توشك على الانتهاء، على الأقل في المستوى السياسي. هي ثمرة جهود حثيثة من اللواء عباس كامل، وهو مدير مكتب الرئيس ​عبدالفتاح السيسي​، ورئيس الديوان الملكي السعودي خالد التويجري.

مصادر رئاسية كشفت لـ"الأخبار" عن أن اللقاء الثلاثي الذي جمع السيسي بالتويجري والمبعوث الخاص للأمير القطري محمد بن عبد الرحمن، مساء أول من أمس، جاء ضمن المبادرة السعودية التي أطلقها الملك عبدالله للصلح بين البلدين، على خلفية الرفض القطري لـ"ثورة 30 يونيو" ووصفها بالانقلاب، فضلاً على استضافة الدوحة وحمايتها لقادة جماعة "الإخوان المسلمين" على أراضيها، ومؤازرتهم إعلامياً. وقالت المصادر نفسها إن اللواء كامل سافر الأسبوع الماضي إلى الرياض حيث التقى مسؤولين قطريين من أجل استكمال المصالحة التي ترجمت عملياً بتخفيف في لغة التصعيد من قناة "الجزيرة"، إضافة إلى التوقف القطري عن التدخل في الشأن المصري الداخلي، أكان بدعم قيادات الإخوان الموجودين على أراضيها أم بتوفير الأموال لهم، كما جرى الحديث عن ضرورة أن يكون الموقف القطري مشابهاً لباقي مواقف دول الخليج تجاه مصر.

خلال اللقاء، جرت المطالبة المصرية بتسريع التغيير في لغة الخطاب الإعلامي تجاه القاهرة، وخاصة من "الجزيرة الدولية" التي اتهمتها القاهرة بالمسؤولية عن تشويه صورة مصر وتنفير السياح من زيارتها، ما زاد في تدهور الاقتصاد المحلي، مع تغيير تدريجي في سياسة "الجزيرة مباشر ـ مصر"، وخاصة وقف رسائل الإساءة إلى السيسي التي تظهر في شريط القناة.

هذا على الجانب الإعلامي. أما من الناحية الاقتصادية، فركز الحوار على "التفاوض الودّي" لحل المشكلات العالقة بين الجانبين، على صعيد الشركات أو الوزارات، من دون اللجوء إلى التحكيم الدولي. ولم يتطرق الطرفان إلى مبلغ نصف مليار دولار للبنك المركزي القطري تبقّى من أصل 2.5 مليار دولار هو أصل الوديعة القطرية في زمن الرئيس المعزول محمد مرسي، على أن يكون سداد المبلغ الباقي في شباط المقبل، بعدما تسلمت الدوحة المليارين في الشهر الماضي.