اوضح راعي أبرشية البترون المارونية المطران ​منير خيرالله​ في حديث لصحيفة "الجمهورية" أن "زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى البقاع هي للقول إنّ المسيحيين هناك هم القلب وليسوا الأطراف، وللتأكيد أن الكنيسة المارونية لا تترك أبناءها المسيحيين هناك لقدرهم، بل تَدعمهم في النضال للتمسك بأرضهم والتشبث بوجودهم، لأنّ لهم رسالة عليهم تأديتها، ولن نستقيل منها مهما بلغ حجمُ التحديات"، مشدداً على أن "التواصل مستمر بين البطريركية المارونية وأبنائها، ومهما إشتدت وطأة التهديدات على مسيحيّي البقاع، وتفشى الإرهاب والخطف والترهيب من حولهم، لن نخاف لأننا نزرع المحبة أينما ذهبنا، خصوصاً في هذا السهل الواسع".

واشار الى أنه "زار بتدعي معزِّياً عندما كان البطريرك الراعي في روما لحظة وقوع الجريمة، والكلام الذي قاله هناك كان بإسم الكنيسة المارونية، وبالتالي كان همّنا الأول ألا تؤثر مثل هذه الجريمة في الحضور المسيحي هناك، أو تدفعهم الى اليأس والهجرة وترك الأرض"، مشدداً على أننا "كمسيحيين "مش قاسمينا" عن إخوتنا المسلمين، ونريد التعايش معهم تحت عنوان العدالة والعيش المشترَك"، مذكراً بأن "المسيحيين لم يكونوا تاريخياً اكثرية في مجتمعاتهم الشرقية، لكنّهم خميرة هذه المجتمعات، وقيمة وجودهم ليست بكمية اعدادهم، بل بنوعيتها، فهم ملح الأرض والشرق، ومقدار قليل من الملح يطعم كل الأكل ويغير طعمه"، لافتاً الى أن "حضورنا يرتبط بقيمتنا الثقافية والحضارية وتعايشنا مع الآخرين، لأنّ الشريك المسلم لم يعد يستطيع العيش من دوننا، وبالتالي لن يُخيفنا لا الأعداد أو تكاثر السلاح".

وعلى رغم شغور سدة الرئاسة، وافتقاد المسيحيين رافعتهم على رأس هرم السلطة، أكد خيرالله بأن "أحداً لا يستطيع إنتزاع الرئاسة من الموارنة، وهم الذين لم يبحثوا يوماً عن المراكز، وعاشوا خلال مرحلة السلطنة العثمانية، فكان وجودهم قيمة من خلال نشر العلم والمعرفة والمدارس وتطوير اللغة والمجتمع والثقافة، وليس من خلال السلطة التي هي تعبير عن حضورهم في الدولة فقط".