لخّص السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي فحوى زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني لـ"غرب آسيا"، بعنوانَين: إيران تدعم دول المنطقة لضرب الإرهاب في ظرف تاريخي، ولا تنسى الإرهاب الصهيوني. وبين العنوانين، "دعم الرئيس السوري بشّار الأسد وحكومته الشرعية". واشار في حديث الى "الاخبار" الى ان صدى زيارة لاريجاني، للبنان، يتردّد في أروقة الدبلوماسيين. وبحسب فتحعلي، فإن لـ"الزيارة أهميتها ودلالاتها في الشكل والتوقيت والمضمون".

ولفت الى ان "المنطقة والبلدان الداعمة لمحور المقاومة تشهد تحركات لمجموعات إرهابية غير مسبوقة"، وأحد أهم التهديدات بحسب السفير، هو "سعي داعش وجبهة النصرة وسائر المجموعات الإرهابية لخلق خلافات بين المسلمين، إسرائيل المستفيدة الأولى من حصولها، وهؤلاء ليسوا خطراً على الإسلام والمسلمين فقط، بل على كل العالم". غير أن الخطورة بالنسبة إلى إيران، لا تقارن بتلك التهديدات التي ظهرت في أفغانستان مع حركة طالبان، فـ"هذه الحالة هي الأخطر منذ عقود، وما حصل من قبل إرهابيي القاعدة وطالبان هو عيّنة مما يحصل، ونحن نعتقد بأن داعش هو استمرار للقاعدة وطالبان". وتؤمن إيران، بحسب فتحعلي، بأن "المنطقة تمرّ بظرف تاريخي ودقيق، وعلى الدول المستهدفة أن تكون واعية وذكية، وعلينا أن نكون خلّاقين بالعمق، لكي نعالج هذه الأوضاع الخطرة"، معيداً التأكيد أن "الإرهابيين مدعومون من دول إقليمية وخارجية ومن الكيان الصهيوني".

وعلى هذا الأساس، ترى إيران أنه "يجب أن يكون دورها فعّالاً لصدّ هذه المؤامرات والحيل، وعلينا أن نراقب الأوضاع على الأرض وليس من بعيد، بل في قلب الحدث".

واختصر فتحعلي الدور الإيراني في دعم العراق وسوريا ولبنان بـ"تقديم المشورة والنصائح العسكرية وتبادل وجهات النظر مع الدول المستهدفة، في سبيل القضاء على الإرهاب وضرب المؤامرات". كما أن "إيران واثقة من أن الدول المستهدفة قادرة بالتنسيق والتعاون في ما بينها على تحقيق الانتصار على الإرهاب، من دون الحاجة إلى الدول الخارجية، فالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لا نراه شيئاً واقعياً أو حقيقياً".

وصنّف السفير زيارة لاريجاني تحت خانتين، الأولى كـ"زيارة إقليمية في مواجهة خطر الإرهاب والخطر الصهيوني"، والثانية كـ"زيارة للاهتمام بمشاكل كلّ دولة على حدة"، فيما نال "تجديد دعم إيران للحكومة الشرعية في سوريا بعداً مهماً من أبعاد جولة لاريجاني". واشار إلى أن "إيران قالت منذ بداية الأزمة السورية للدول الخارجية والإقليمية إن إخراج الرئيس السوري بشّار الأسد من السلطة ليس حلّاً، لأنه سيفتح الباب أمام التنظيمات الإرهابية". اضاف: "أرسلنا تحذيرات بأن العمل على إسقاط الأسد يعني مساعدة الإرهابيين، وبعد هذا الوقت ثبت أن نظرية الجمهورية الإسلامية صحيحة". واستشهد السفير بكلام الرئيس حسن روحاني: "مقاومة الجيش والشعب السوري ضد الإرهاب أعطت درساً للذين وقفوا ضد محور المقاومة بأن من المستحيل هزم خطّ المقاومة بالدعم المالي والعسكري للإرهابيين، لإسقاط الحكومات الشرعية". وأسف لأنه "على الرغم من التحذيرات والنصائح، تجاهل الأوروبيون والدول الداعمة للإرهاب هذه التحذيرات، وأضاعوا الكثير من الوقت أمام المواجهة الفعلية للإرهاب، نتيجة إصرارهم في السابق على مطلب تنحي الرئيس السوري عن منصبه، قبل أن يفهموا لاحقاً مخاطر ذلك". وتتزامن هذه الزيارة بحسب السفير مع "إصرار إيران على أن الخطر الحقيقي على العالم الإسلامي هو الكيان الصهيوني". واكد فتحعلي أن "إيران تدعم كل الدول في المنطقة ضد الإرهاب".

الى انه "على الرغم من عدم استجابة الحكومة اللبنانية حتى الآن للموافقة على تسلّم الهبة الايرانية مع حاجة الجيش إليها، يقول: "الهبة كان لها إيجابيات على لبنان، فهي سرّعت وصول السلاح من الدول الأخرى إلى الجيش". ولفت إلى أن زيارة لاريجاني أعادت التأكيد أمام المسؤولين اللبنانيين (رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس البرلمان نبيه برّي ووزير الدفاع سمير مقبل)، على ما طرحه الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في زيارته الأخيرة للبنان، حول "استمرار إيران في موقفها من تقديم الهبة والدعم للجيش، وأن لبنان لن يكون وحيداً في مواجهة التهديدات في الجنوب من الإرهاب الصهيوني وتهديدات المجموعات الإرهابية من الشرق". وإلى جانب التعاون العسكري، يشير فتحعلي إلى أن اللقاءات مع اللبنانيين تناولت الحديث عن "التعاون بين لبنان وإيران، وخصوصاً العلمي وبين الجامعات والتبادل التجاري والاقتصادي، وكيفية تحويل خبرات إيران في هذا المجال إلى لبنان".

واعتبر ان الربط بين الملفّ النووي الإيراني وانتخاب رئيس للجمهورية أمر مضحك، ويدخل تحت باب "الشائعات". وفي حين لفت الدبلوماسي إلى أن "لاريجاني وضع المسؤولين اللبنانيين في مستجدات الملفّ النووي"، جزم بأن "هذا الملفّ محصور بين إيران ودول 5 + 1، ولا علاقة لأي أمر آخر به، وإيران ترفض الحديث عن أي مسألة أخرى في هذا الملفّ".

وشدد على أن "الجمهورية الإسلامية صامدة أمام الحرب النفطية التي تستهدفها وتستهدف روسيا"، مذكّراً بالأيام الصعبة التي مرّت بها الجمهورية الإسلامية. اضاف "كان برميل النفط يعود علينا بربح لا يتجاوز دولارين في السابق، وصمدنا".