بالرغم من خير العواصف المحملة بالامطار والثلوج، لا يمكن أن نغفل عن ذكر تداعياتها السلبية على سير الحياة لدى كثير من المواطنين، فكثرة الامطار والسيول واشتداد سرعة الرياح عوامل تؤثر على المزارعين وخيمهم، وكثرة الثلوج تعني إقفال الطرق مع ما يعنيه هذا الامر من قطع أوصال بعض القرى أو حتى احتجاز المواطنين بسياراتهم، كما أنّ انخفاض درجات الحرارة قد يسبّب بأذية اولئك الذين لا يملكون وسائل تدفئة يمكنهم الاعتماد عليها في اوقات صعبة. إن كان عامل من هذه العوامل قد يتسبب بكارثة وحده، فكيف اذا اجتمعت سوية في عاصفة واحدة تبدأ في لبنان في هذه الليلة؟ وما هي الاجراءات الواجب اتباعها في ظروف شتوية قاسية كالتي نتوقع حدوثها؟

طبعًا عند الحديث عن إجراءات وإرشادات لمواجهة العوامل الطبيعية، يبرز دور مديرية ​الدفاع المدني​، وهنا يؤكد مدير العمليات بالدفاع المدني ​جورج بو موسى​ أنّ المديرية استنفرت كامل عناصرها وآلياتها وخصوصًا في الجبال، وضمن إمكانيات الدفاع المدني، لمواجهة "زينة"، مشدّدًا في الوقت نفسه على أنّ المهم في هذه الاوقات هو دور المواطنين الذين تقع على عاتقهم المسؤولية الاكبر بعدم تعرضهم للأذى.

ويضيف بو موسى في حديث لـ"النشرة": "الامر الاول والاهم هو عدم توجه المواطنين نحو الجبال اي تلك المناطق التي تعلو 600 متر عن سطح البحر وما فوق، الا بحال الضرورة القصوى، لان الحياة يمكن ان تُفقد بلمح البصر". ويعدد بو موسى أبرز ما يجب على المواطنين حمله في سياراتهم إذا كانوا مضطرين إلى التوجه نحو المناطق المرتفعة بظل العواصف، "فالأهمّ أن تكون السيارات مجهزة للسير على الثلوج، إضافة إلى تعبئتها بمادة البنزين، حمل رفش صغير لازالة الثلوج، اجهزة للاضاءة، وعلبة الادوية بحال كان في السيارة من يتناول الدواء"، مشيرا الى اهمية عدم تشغيل "الشوفاج" بحال كانت السيارة محاطة بالثلوج.

أما في ما يتعلق بسكاني المنازل، فيلفت بو موسى النظر إلى اهمية اتخاذ كافة التدابير لمواجهة سرعة الرياح التي من المتوقع أن تزيد عن 80 كيلومترا في الساعة، داعيا لتثبيت كل ما يمكن ان يتعرض للتحطم على اسطح المنازل وعلى البلكونات. ويضيف: "اما في داخل المنزل فالاهم هو عدم استعمال الفحم للتدفئة الا بحال تم فتح الابواب، كما لا يجوز اطلاقا الخلود للنوم بظل وجود فحم مشتعل داخل المنزل، اضافة للتنبه للحرائق التي من الممكن ان تحدث".

أما في ما يخص المزارعين واصحاب الخيم البلاستيكية، فيشدد مدير عام مصلحة الابحاث العلمية الزراعية ​ميشال افرام​ على ضرورة أخذ الحذر من السيول المتوقع تشكلها في الايام المقبلة، ومن الرياح القوية خصوصا في بيروت والجنوب، طالبا من المواطنين الإنتباه من أغصان الأشجار ولوحات الإعلانات، داعيا أصحاب البيوت البلاستيكية لضرورة إحكام إغلاق هذه البيوت وتدعيمها بالنايلون لمنع تمزقها بالرياح والعمل على تدفئتها.

يتحضّر لبنان لاستقبال العاصفة "زينة" المحمّلة بالثلوج والصقيع هذه الليلة وحسب تقديرات مصلحة الارصاد الجوية فانها ستستمر حتى نهار الخميس المقبل، لذلك فإن استنفار الدولة وأجهزتها لا يكفي، بل يجب أن يقترن باستنفار المواطنين، والتقيد بالارشادات والتوجيهات وتعليمات القوى الامنية واجهزة الدولة كافة، وعدم تعريض حياتهم للخطر بحجة "الترفيه" و"التصوير" و"التشبيح"، كما حصل بالامس في عيون السيمان حيث علق شبان بسياراتهم داخل الثلوج في ساعة متأخرة من الليل واستدعوا عناصر الدفاع المدني، فقط لانهم من هواة "التشفيط"، ولكن هل هواية كهذه تستأهل فقدان الارواح لأجلها، ام الاجدى الانتظار ريثما تنتهي العاصفة؟

تقرير ​محمد علوش