اشار ممثل سماحة السيد السيستاني ورئيس جمعية آل البيت الخيرية ​حامد الخفاف​ خلال "مهرجان الصادقين الشعري الأول" الذي اقامته جمعية آل البيت الخيرية في قاعة السيد عبد الحسين شرف الدين-مجمع الإمام الصادق(ع) الثقافي، الى انه منذ فترة ليست بالقصيرة، فكرنا في جمعية آل البيت (ع) الخيرية، بإطلاق مهرجان للشعر العربي، يحمل اسم "مهرجان الصادقَين الشعري" يعقد في ذكرى الولادة المباركة للرسول الأكرم (ص)، وللإمام جعفر الصادق (ع)، أي في شهر ربيع الأول من كل عام. على أن تدور قصائد المهرجان حول موضوعة محددة يتم اختيارها كل سنة من وحي هموم الأمة وواقعها. وقد تم اختيار موضوعة "درءاً للفتنة الطائفية" عنواناً لقصائد هذه السنة، لما تعانيه الأمة من فتنة طائفية مقيتة تكاد تفتك بأواصرها، وتمزق لحمتها، وتفت في عضدها وتضعف من قدرتها، وتبتعد بها عن الصراط المستقيم، وعن حبل الله الذي أُمرت بالتمسك به.

ونقل عن السيستاني في بيانه الشهير حول الوحدة الإسلامية: "تمرّ الأمة الإسلامية بظروف عصيبة وتواجه أزمات كبرى وتحدّيات هائلة تمسّ حاضرها وتهدّد مستقبلها، ويدرك الجميع _والحال هذه_ مدى الحاجة إلى رصّ الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية والتجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك الخلافات التي مضى عليها قرون متطاولة ولا يبدو سبيل إلى حلّها بما يكون مرضيّاً ومقبولاً لدى الجميع، فلا ينبغي اذاً إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، ولا سيما انها لا تمسّ أصول الدين وأركان العقيدة، فإن الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد، وبرسالة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله، وبالمعاد، وبكون القرآن الكريم _الذي صانه الله تعالى من التحريف_ مع السنة النبوية الشريفة مصدراً للأحكام الشرعية، وبمودة أهل البيت عليه السلام، ونحو ذلك مما يشترك فيها المسلمون عامة ومنها دعائم الاسلام : الصلاة والصيام والحج وغيرها." إلى آخر كلامه دام ظله.

وختم الخفاف: وبما ان الشعرَ علمٌ _ كما عرّفه أرباب اللغة _ يقال: يا ليت شعري بمعنى يا ليت علمي. وإنما غلب الشعر على منظوم القول لشرفه بالوزن والقافية. وبما ان الرسول الأكرم (ص) وصف بعض الشعر بالحكمة، ودعانا إلى الرجوع إليه إذا التبس علينا شيء من القرآن، من لغته ومعانيه، وألفاظه. إذن فالشعرُ الرسالي علمٌ، وحكمة، ومرجعية عند الالتباس. فكيف إذا التبس على الأمة _ أو بعض الأمة _ حالها، واضطربت أفكارها، وانحرفت مسيرتها.هنا يفترض بالشعر _ وهو العلم، والحكمة، والمرجعية _ ان يقول كلمته، ويدلي بدلوه. وهذه هي رسالة هذا المهرجان.

بعدها بدأ الشعراء بتلاوة قصائدهم والتي كانت من وحي عنوان المهرجان فدعت الى نبذ الفتنة الطائفية ومواجهة الارهاب فكانت المشاركة الاولى للشاعر العراقي محمدحسين آل ياسين ، ثم الشاعر اللبناني المير طارق نصرالدين ثم الشاعر السوري عبدالقادر الحصيني والشاعر السعودي جاسم الصحيح ، وختم الشاعر المصري حسن شهاب الدين مسلسل القصائد.

وفي نهاية المهرجان كرم الحاج حامد الشعراء حيث سلمهم نسخا من المصحف الكريم الذي كتبه ياقوت المستعصمي سنة 681ه‍ مطبوع بشكل انيق مع جلد طبيعي على أصل المخطوطة التي تعتبر من نوادر التراث الإسلامي.