ذكرت "الوطن" السورية ان اجتماعات هيئة التنسيق المعارضة لا تزال مستمرة في جنيف منذ أول من أمس دون الإعلان عن موقف رسمي تجاه المشاركة في منتدى موسكو، وعلمت "الوطن" من مصادر إعلامية قريبة أن عبد العظيم والمناع استقبلا موفدين أميركيين وروساً ومصريين للبحث معهم في الخطوات الواجب اتخاذها قبل الإعلان عن المشاركة أو مقاطعة موسكو.

ووفقاً للمصادر ذاتها كان لافتاً النصائح الأميركية للتنسيق بالذهاب إلى موسكو والتفاوض مع الحكومة السورية في حين طرحت الهيئة أسئلة عدة للموفد الروسي وتقدمت بطلبات هي بمثابة "شروط مسبقة" للحضور، لكن الرد الروسي كان بأن أي شرط يجب أن يطرح مع وفد الحكومة السورية وليس مع الجانب الروسي، مؤكداً على أن المنتدى هو لقاء سوري - سوري يمكن خلاله طرح كل شجون وهموم الطرفين وإيجاد حلول لها، وأن روسيا لا ولن تتدخل في جدول الأعمال.

وبدا الجانب المصري، الذي كان حاضراً بقوة في جنيف، مشجعاً لحضور المنتدى على حساب خفض مستوى وعدد المدعوين لاجتماع القاهرة التحضيري والتشاوري المقرر عقده في الـ22 من الجاري، كي لا يبدو وكأنه "اجتماع تخريبي" قبل منتدى موسكو.

ووفقاً لمصادر دبلوماسية غربية في القاهرة تحدثت إليها "الوطن" فإن مصر ليس لديها أي مبادرة مكملة أو مختلفة عن روسيا لكنها تطمح بـ"سحب البساط من تحت أقدام الأتراك" واستقطاب كبرى شخصيات المعارضة إليها بحيث تصبح القاهرة هي مقر ووجهة المعارضين السوريين وتطلق بذلك رصاصة الرحمة على "الائتلاف المعارض" و"المجلس الوطني السوري" اللذين أسسهما تركيا وقطر وكانا في أغلبيتهما مشكلين من الإخوان المسلمين.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته: أن "مصر تنسق بذلك مع الرياض وقوى أخرى" قاطعة الطريق أمام تركيا وقطر وفرنسا وأنها وجدت لدى هيئة التنسيق حليفاً جدياً يطالب بدور مصري فعال ويرفض التركي والقطري ما دفعها لتبنيه والعمل معه على "اغتيال" الائتلاف ومن لف لفيفه.

وتشير مصادر في هذا الصدد على أن عدداً كبيراً من المعارضين المنضمين للائتلاف بعثوا برسائل أكدوا فيها استعدادهم التخلي عن الائتلاف والدخول في أي تجمع جديد مدعوم من مصر والسعودية، وجاءت مواقف أولئك المعارضين بعد عمليات النهب والسرقة والفساد وتجفيف منابع تمويل الائتلاف الذي بات عاجزاً عن تسديد رواتب موظفيه.

وبالعودة إلى جنيف، فإن هيئة التنسيق، وبحسب أوساط مراقبة، بدت عاجزة عن اتخاذ قرار سيادي ومستقل خلال الفترة الماضية وكانت تحتاج إلى التشاور مع العديد من الدول الغربية قبل أن تعلن موقفها وهذا ما دل على أن قرار الهيئة بات مرهونا لقوى خارجية وتيارات لديها مصالحها وأجنداتها الخاصة وثبت ذلك من خلال «خارطة الطريق» التي تقدمت بها الهيئة وهي عبارة عن إملاء لشروط الغرب ولم تكن تعبر عن أي مشروع سوري جدي لإنهاء الأزمة يأخذ بعين الاعتبار رأي وتوجه أغلبية السوريين.

ورجحت المصادر الإعلامية التي تحدثت إليها "الوطن" مشاركة هيئة التنسيق في منتدى موسكو وخاصة بعد النصائح الأميركية، ومن المرجح أن تعلن ذلك خلال الساعات القادمة.