مرّة جديدة، عاد الربط بين حركة "حماس" والأحداث السورية، بعد مقتل القيادي البارز في جبهة "النصرة" ​أبو خديجة الجولاني​، قبل يومين في غارة جوية، حيث تحدّثت بعض المعلومات عن أن الجولاني هو قيادي في الحركة يُدعى يونس هاشم دسوقي.

والجولاني هو قائد عسكري بارز في الجبهة في منطقة حلب، شارك في المعارك في نبل والزهراء، وقاد مجموعات كبيرة من المقاتلين قبل أن ينتقل إلى القتال على جبهتي حندرات والبريج، قبل أن يقتل برفقة أبو عمر الحموي، في غارة جوية استهدفت السيارة التي كانت تقلهما بصاروخ موجه، قرب قرية كفر حلب بريف حلب الغربي على الطريق المؤدي لمحافظة إدلب المجاورة.

وفي حين أكدت جبهة "النصرة" الخبر، كاشفة أن الجولاني هو فلسطيني الجنسية، غمزت بعض المصادر السورية إلى علاقة كانت تجمعه في السابق مع "حماس"، معتبرة أن هذا الأمر يؤكد تورط الحركة في الأحداث، ومذكرة بالخلاف القائم مع القيادة السورية، بسبب موقف "حماس"، التي تعتبر من فصائل منظمة "الإخوان المسلمين"، من الأزمة السورية، ولافتة إلى سعيها إلى تحسين علاقاتها مع محور المقاومة عبر عودة قنوات الإتصال بشكل فعلي مع القيادة الإيرانية وقيادة "حزب الله" في لبنان.

من جانبها، نفت مصادر قيادية في الحركة، لـ"النشرة"، أن يكون دسوقي أحد قيادييها السابقين، مؤكدة أن لا علاقة تنظيمية له بها بأي شكل من الأشكال، لافتة إلى أن بعض وسائل الإعلام تعمل على الترويج لمثل هذه المعلومات بغية الإساءة لها.

وجدّدت هذه المصادر، الموجودة في لبنان، تأكيدها على موقف الحركة الرافض للتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، لافتة إلى أنّ الجولاني قد يكون في وقت سابق أحد مناصري أو مؤيدي الحركة، لا سيما أن عدد هؤلاء على الساحة اللبنانية كبير جداً، نظراً إلى نهج المقاومة الذي تعتمده في مواجهة إسرائيل.

وأشارت هذه المصادر، التي أوضحت أنها لا تملك الكثير من التفاصيل عن الرجل، أن الحركة لا تغطي أي تصرف من هذا النوع، مشددة على أنها غير مسؤولة عن أي خيار يتخذه أي مؤيد سابق لها، ومؤكدة أن مسؤوليتها تنحصر بالعناصر التابعين لها ضمن الإطار التنظيمي.

ولفتت هذه المصادر إلى أن الكثير من التيارات والأحزاب في العالم لديها بعض المتعاطفين معها، بسبب المواقف السياسية أو النضالية التي تتخذها، لكنها أوضحت أن هذا لا يعني أنهم من أعضائها الفاعلين، خصوصاً أن بعهضم قد يكون من خارج نطاق الساحة التي تعمل بها.

تجدر الإشارة إلى أن الجولاني كان له موقف معاكس لموقف "حماس"، من العدوان الإسرائيلي الذي إستهدف قياديين من "حزب الله" في القنيطرة السورية، لا بل هو وجه الإنتقاد لها دون أن يسميها، حيث أشار، في تغريدة له عبر حسابه على موقع "تويتر"، إلى أن الفلسطينيين يعتبرون "إنتصار جهاد الشام انتصاراً لقضيتهم، فكان لحزب الله دور في ضرب أحلامهم، ثم يأتي صوت من داخل غزة يتألم لمقتل من قتل أحلامهم".