رأت صحيفة "الشرق" القطرية أنه "وقع ما سبق التحذير منه، وانزلق اليمن نحو الانهيار، بعد سيطرة الحوثيون على مفاصل الدولة، عبر انقلاب على الرئيس عبد ربه منصور هادي ومحاصرته، بقوة السلاح لنزع شرعيته وضرب "المبادرة الخليجية" التي تقود اليمن إلى بر الامان إذ استمرت الى منتهاها، فقطع الطريق امام اي حل سلمي للأزمة يعني انهيار البلاد وتحولها الى دولة فاشلة تحكمها ميليشيات مسلحة وأقلية طائفية لصالح اجندة خارجية، وخطورة هذا الوضع انه يؤثر على الجوار وأمن الخليج والمنطقة بأسرها"، مشددة على أنه "ليس مقبولا استخدام العنف بغرض تحقيق مآرب سياسية أو إسقاط المؤسسات الشرعية، او إبقاء اي من الوزراء أو مسؤولي الحكومة قيد الإقامة الجبرية أو اختطافهم، فذلك أمر غير شرعي على الإطلاق ومدان بأقسى العبارات".

ولفتت الى أن "الامن انفرط والوضع اقرب الى الانهيار، مما دفع السفارة الاميركية لاغلاق ابوابها وتحذير رعاياها ومطالبتهم بالمغادرة، نظرا لمخاوف امنية محتملة، واليمن مسؤول بالكامل عن حماية البعثات الدبلوماسية، وانعدام الامن يعني الفوضى"، مشيرة الى أنه "في ظل هذا المشهد تتصاعد تظاهرات تعز الرافضة لانقلاب الحوثي على شرعية الدولة والعملية السياسية، وهذا وضع طبيعي، وهذا الوضع يتحمله من رفع السلاح ورفض الحوار، والحوثيون يتحملون المسؤولية بالكامل عن تدهور الاوضاع وانزلاق اليمن الى الفوضى، ولايمكن لجماعة او اقلية ان تفرض ارادتها على الشعب كله بقوة السلاح، وينبغي نبذ العنف وعدم حرف العملية الانتقالية عن مسارها، والحوثيون هم من اوصلوا البلاد الى هذا الدرك، في وقت يعاني فيه الشعب من تحديات على كافة الاصعدة، بل يعيش اكثر من نصفه دون مستوى خط الفقر".

وأوضحت أن "اليمنيين يتجهون نحو المجهول، ولا تلوح في الأفق بادرة تعصمهم من مخاطر "الصوملة"، بينما يتمدد الحوثيون في ظل وجود تنظيم القاعدة، وهذا وضع أشبه ببرميل بارود"، مشددة على أنه "من الضروري ان تتدخل دول الجوار والمجتمع الدولي، لأن انهيار اليمن يعني تهديد الأمن والسلم الدوليين".