أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب ​محمد الحجار​ خلال كلمة له في الذكرى الأولى لرئيس "حركة لبنان العربي" ​أحمد الخطيب​، في النادي الثقافي في شحيم، الى "احساسه الوطني الحاد وتفاعله السياسي مع محيطه في مواجهة امواج عاتية واحوال صعبة"، موضحاً "لقد واجه الرجل في بداياته العسكرية ظروف اندلاع شرارة الحريق اللبناني في ربيع عام 1975، وما استتبعها من تفسخ في جدران الوطن وتضعضع اركانه، حتى اهتزت ثقة الناس ببعضهم وبالدولة ومؤسساتها، فراحوا يشكلون لانفسهم معازل سياسية او طائفية، تحميها كيانات عسكرية او مليشياوية"، لافتاً الى ان "أحمد الخطيب الذي واجه كل هذه الظروف، وهو في موقعه العسكري المرجعيوني المفتوح على العدو الاسرائيلي مباشرة، لم يكن استثناء وحده، ولو انه عومل كحالة استثنائية، حجبت عنه الفرص واقفلت بوجهه الابواب، عدا ابواب السجون والمعتقلات الاقليمية. كان ومن سار معه في طليعة المقاومين ضد العدو الاسرائيلي وتشهد ارض الجنوب التي ارتوت بدماء زكية، سالت دفاعا عن الشرف والكرامة في مواجهة الاجتياح الصهيوني في العام 1982. لم يكن احمد الخطيب طائفيا ولا مذهبيا، لم يتلوث ولم يتلون، بل بقي مناضلا صلبا شجاعا يعبر بصراحة وجرأة على طريقته، عن قناعاته رافضا التخاذل او الخنوع او الخضوع امام مغريات كثيرة عرضت عليه، فدفع ثمن ذلك سنوات طويلة من سجون النظام السوري. لقد تمسك بخياراته وقناعاته رغم تبدل المعطيات الاقليمية وتقلص مساحة الخيارات واتساع نطاق التجاوزات".

ولفت الحجار الى ان "كل متابع لمسيرة احمد الخطيب بعد عام 1976، يدرك حجم الجهود والمساعي التي بذلها من اجل ايجاد حل لقضية العسكريين. فكان ان تضامن القانون مع الخصوم في مواجهة مساعيه الهادفة الى العودة ومن معه للحياة المستقرة. لقد حاول الوصول الى العدالة عن طريق السياسة، فكان ان اطلق في 25 تموز 2008 "حركة لبنان العربي" في محاولة لتأطير افكار وقناعات تبلورت عنده، ورأى فيها حلا للواقع اللبناني المأزوم. الا ان ازمات البلد، والتطييف والتمذهب الضارب اطنابه في غالبية الميادين والساحات، واعادة تمظهر لشعبوية حاقدة تريد طمس وجود هذه الامة وحضارتها ورسالتها والمترافق مع غياب مشروع عربي منظم ومدروس يؤمن نجاح التصدي لهؤلاء، كل ذلك ارهق قلب احمد الخطيب واصاب في الصميم وجدانه ووجدان كثيرين من شرفاء هذه الامة، فخطفه القدر من محبيه ومريديه. كان هما دائما عند احمد الخطيب تحصيل حقوق العسكريين الذين كانوا معه وانتفضوا رفضا لظلم احسوا به ولتمييز كانوا شهودا عليه، وانا واحد من الذين حاولوا وما يزالون، وبتوجيه من دولة الرئيس سعد الحريري ومن قبله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، توفير الظروف والشروط الملائمة لتسوية قضيتهم اسوة بما حصل او ربما سيحصل مع اقرانهم، في سعي لاقفال اخر ملفات الحرب الاهلية البغيضة التي اكدت ظروفها واحداثها بان الخوف من الاخر ينتج سياسة العزل والاقصاء والتمييز، وبان رغبة البعض في فرض الهيمنة على الاخر في لبنان اليوم، وفرض توجهاته وارائه، انما يضر بالوطن ويفسح في المجال امام هزات دائمة وقنابل موقوتة، وبأن لا مناص لنا ولا امل الا بالدولة العادلة السيدة المستقلة وبمؤسساتها الدستورية والشرعية التي هي وحدها الحامية بدون تمييز للوطن وابنائه"، مؤكداً "الموت حق بل هو الوجه الاخر للحياة انما في مكان اخر. سيبقى اسم احمد الخطيب محفورا في صفحة هذا الوطن وهذا الاقليم، علما شامخا كبيرا في كبريائه، عنيدا في قناعاته، وصلبا في ايمانه".

بدوره، قدم السفير الفلسطيني أشرف دبور "التعازي باسم الدولة الفلسطينية لاسرة الفقيد احمد الخطيب"، مضيفاً "نفوز معا لبنانيين وفلسطينيين موحدين، نفوز معا مسيحيين ومسلمين موحدين، سنة وشيعة موحدين، فلسطينيين وفلسطينيين موحدين، لبنانيين ولبنانيين موحدين، نفوز معا عربا موحدين"، لافتاً الى ان "احمد الخطيب الوطني اللبناني العربي الاصيل غادرنا بعد حياة حافلة بالنضال والتفاني في خدمة القضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين، القضية المركزية. كان له الدور البارز في دعم الشعب الفلسطيني في مسيرته، في مرحلة حرجة ودقيقة من مراحل نضاله، عندما استطاعت قوى الشر دق الاسفين بين الشعب الفلسطيني وثورته وحاضنتها لبنان، بهدف حرف مسار القضية الفلسطينية عن وجهتها الرئيسية الا وهي فلسطين وانزالها في اتون صراع لا يصب في مصلحة قضيتهم، بل لاضعاف القدرة العربية في مواجهة اسرائيل ومشروعها. واليوم يتجدد هذا المشروع في المنطقة العربية التي تواجه عصابة تهدف الى تفكيكها وشرذمتها والسيطرة على مقوماتها من خلال خلق ونشر الفوضى عبر الاقتتال في كافة الساحات".

ولفت دبور الى ان "موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس من قضايا المنطقة وما يجري فيها بعدم التدخل بالشؤون الداخلية لاي بلد عربي، واضحة وعلنية وصريحة ونابعة من موقف الفلسطيني الذي يريد وحدة الامة العربية كلها لتكون داعمة لفلسطين وقضيتها وشعبها. ان الموقف الفلسطيني ملتزم سيادة القانون في لبنان والحفاظ على الامن والاستقرار والسلم الاهلي والعمل مع كافة مكوناته لاحباط كل المحاولات لزج الفلسطينيين وتوريطهم في تنفيذ اجندة خارجية تهدف الى الوصول الى انهاء قضية اللاجئين كما حصل في العراق وكما يحصل في سوريا، محذرا من انتشار ووصول هذا المشروع الى مخيمات الفلسطينيين في لبنان، داعيا لبنان لمزيد من الاحتضان للقضية الفلسطينية وللشباب الفلسطيني".