نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تحقيقًا مطوّلاً، أعدّه صحافي إسرائيلي متخصص في الشؤون الامنية هو رونين برغمان، المعروف بعلاقاته القوية مع نافذين في المؤسسة الامنية الاسرائيلية، والذي اشتهر على الدوام بنشر قصص ووقائع تكون أجهزة الامن في إسرائيل مصدرها الرئيسي، علماً بأنه يعمل حالياً على إعداد كتاب عن جهاز الموساد الاسرائيلي.

أعاد التقرير الذي نشرته "نيويورك تايمز"، حول التحقيقات في جريمة اغتيال الحريري، سرد التفاصيل المعروفة حول الجريمة وسير الموكب وشاحنة الميتسوبيشي وشريط أحمد أبو عدس، لكن أبرز العناصر التي لم يسبق أن تناولها الاعلام بصورة موثقة هو الاشارة الى أن المسؤول العسكري السابق في حزب الله ​عماد مغنية​ هو من اتصل به المتهم ​مصطفى بدر الدين​ لأخذ الموافقة على تنفيذ عملية الاغتيال. وللمصادفة أيضاً، فإن النشر يتزامن مع الذكرى السابعة لاغتيال استخبارات العدو الاسرائيلي عماد مغنية في دمشق في 12 شباط 2008. ومع أن بيرغمان لم يخف أنه حصل على معلومات من مسؤولين استخباريين اسرائيليين، إلا أنه عرض في أكثر من فقرة من التحقيق المطول ما قال إنها معلومات مستقاة من التحقيق نفسه.

وجاء في تقرير بيرغمان أن المحققين وجدوا أن "المتهم" بدرالدين "الذي كان يعيش حياة أخرى تحت اسم سامي عيسى"، "أجرى اتصالاً بعماد مغنية قبيل التفجير، ربما لأخذ الموافقة الأخيرة على العملية، قبل أن تصمت جميع أرقام هواتفه لمدة ساعتين، على غير عادته". بدرالدين، وحسب التحقيقات، كان "أرسل قبل يوم من الاغتيال رسالة هاتفية الى صديقته" تقول: "لو علمتِ أين كنتُ لأزعجك الأمر كثيراً". ويتابع تقرير الكاتب الإسرائيلي أن "من الصعب معرفة إن كان بدرالدين قصد الاعتراف بخيانة صديقته أو أمراً أبعد من ذلك قد يزعجها لكونها مسلمة سنيّة".

وحسب بيرغمان، فإن المحققين عثروا على "جزء كبير من أنف الانتحاري". ويظنّ المحققون أنه، "وفق شكل الأنف"، يرجّح أن يكون الانتحاري من "إثيوبيا أو الصومال أو اليمن". ومن بين المعلومات المسرّبة، يفيد تقرير "نيويورك تايمز" بأن "المتهم" حسن حبيب مرعي كان استخدم رقم الهاتف الخلوي التابع لـ"شبكة الهواتف الأرجوانية" التي شاركت في تنفيذ الاغتيال، لـ"طلب مفروشات لمنزله في تشرين الثاني 2004".

ونقل بيرغمان عن "مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية" أن حسن حبيب مرعي هو "المسؤول عن عملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين في 12 تموز 2006، وأنه كان منذ عام 2003 قائد القوات الخاصة لحزب الله"، ومرعي هو، حسب التحقيقات الدولية، من أدار "شبكة الهواتف الأرجوانية" في المجموعات "التي شاركت في عملية الاغتيال".

يذكر أن بيرغمان قال في تقريره إنه عمل "على مدى عام كامل" على جمع المعلومات من خلال مقابلات وأبحاث في سبع دول، واطلع على آلاف الصفحات التي تتضمن أدلّة عن التحقيقات، مبدياً تعاطفاً مع ضحايا التفجير، وخصوصاً أحمد أبو عدس الذي وصفه بـ"الساذج صاحب القلب الطفولي".