30 عاماً مرّت على ذكرى 16 شباط 1985، تاريخ تحرير صيدا من رجس الاحتلال الصهيوني بعد احتلال دام 985 يوماً (6 حزيران 1982)، كانت 985 يوماً من المقاومة في وجه أعتى قوّة تُعتبر في منطقة الشرق الأوسط آنذاك...

غزو فاق في همجيته كل وصف، وصل إلى احتلال العاصمة بيروت، لتكون العاصمة العربية الثانية بعد القدس التي احتُلّت في 5 حزيران 1967...

بعد الاحتلال تحوّل ليل المحتل إلى كابوس يقضُّ مضاجع جنوده، بعدما انسحبت دباباته من المدينة، ومُنِعَ تجوّلها ليلاً خشية عمليات المقاومة، التي كبدت العدو العديد من القتلى والجرحى في صفوف ضبّاطه وجنوده، وكذلك الجرحى فضلاً عن الخسائر الجسيمة التي لحقت بدباباته وآلياته، إضافة إلى المقاومة المدنية التي شكّلت مقاطعة شبه كاملة تكرّست خلال فترة احتلاله، بعدما كان قد استبشر كثيرون بأنّ جيش الاحتلال سيكون المنقذ من تجاوزات القوّات اللبنانية – الفلسطينية المشتركة، والتي تبيّن لاحقاً أنّ العديد من الأحداث التي وقعت كانت بأيدي عملاء الاحتلال الذين تكشّفت حقيقتهم بعد احتلاله، وليس ما جرى في مدينة صيدا قبل الغزو الإسرائيلي في العام 1982 في مدينة صيدا إلا خير مثال على ذلك...

دماء شهداء لبنانيين وفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين سقطوا جرّاء المجازر الصهيونية التي ارتُكِبَتْ خاصة في مبنيي "جاد" و"بروم" و"مستشفى صيدا الحكومي" والعديد من الأماكن، حيث ووريت جثامين حوالى 400 شهيد في ثرى مقبرة جماعية عُرِفَتْ لاحقاً بإسم "ساحة الشهداء"، فضلاً عن شهداء ووريت جثامينهم في ثرى مقبرة "مستشفى صيدا الحكومي" أو في مقبرة صيدا القديمة في الشاكرية...

وأيضاً كانت المقاومة المسلّحة، التي انطلقت بداية بشكل عفوي، قبل أنْ تكون منظّمة في أُطُر ضيّقة، تعدّدت فيها التسميات، لكن النتيجة كانت عمليات مقاومة انطلقت بعد أيام من احتلال "عاصمة الجنوب" صيدا، بمشاركة لبنانيين وفلسطينيين على اختلاف طوائفهم من مسلمين ومسيحيين، اعتقل الاحتلال الكثير منهم وزجّهم في "معتقل أنصار"، ونقل بعضاً منهم إلى "معتقل عتليت" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة...

كُثُر يمكنهم الادّعاء بأنّهم مقاومون، حتى مَنْ تلطخت أيديهم بالعمالة، وهذا ليس بأمر جديد، لأنّ هناك دائماً مَنْ يدّعي بأنّه يقوم بمهمة "عميل مزدوج"، لكن لا يمكن لمَنْ عايش الواقع والحقيقة أنْ ينسى جرائم هؤلاء، وإنْ تستّروا بعناوين ومسميات متنوّعة، لكن لا يمكن أنْ ينالوا صك البراءة والغفران وشهادة بالوطنية...

هو نموذج في كل الانتصارات أنْ يكون هناك مُدّعون بالمساهمة في تحقيقه، وهو ما ينسحب أيضاً عند أي نكسة أو هزيمة، حيث يتسابق المسؤولون عن ذلك للتهرّب من تحمّل المسؤولية ورميها باتجاه آخر...

في ذكرى التحرير يحق لمدينة صيدا أنْ تفتخر به، حيث استحقّت لقب عاصمة المقاومة ومنطلقها، وأثبتت قواها السياسية توحّدها في المُلمّات، على الرغم من اختلاف وجهات النظر السياسية، وها هي في أحلك الظروف وأصعبها، توحِّد الموقف كما حصل إثر جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري (14 شباط 2005)، وعدوان تموز 2006، والعديد من المحطات، وإنْ برزت فيها بعض الظواهر، لكن تبقى "شاذّة" عن المدينة، ومنها ظاهرة إمام "مسجد بلال بن رباح" المتواري عن الأنظار الشيخ أحمد الأسير، الذي خطف المدينة في لحظة من اللحظات، وكاد أنْ يستفرد بقرارها لولا إجماع فاعلياتها على موقف موحّد لرفض فصلها عن الجوار، والتأكيد على نسيجها الطبيعي مع الجنوب بعمقه الشيعي، وشرقاً مع العمق المسيحي، وكذلك مع المخيّمات الفلسطينية، وهو ما جنّب المدينة كأساً مُرَّة، وإنْ كانت الضريبة التي دُفِعَتْ هي دماء غالية في صفوف ضبّاط وجنود الجيش اللبناني، بعدما اعتدت مجموعة الأسير عليهم (23 حزيران 2013)، قبل أنْ يتوارى عن الأنظار.

نقاط التقاء

اليوم، وفيما تتباين وجهات النظر السياسية بين غالبية القوى على الساحة اللبنانية، يستمر الانقسام حول سلاح المقاومة، لكن في صيدا فإنّ الجميع مع سلاح المقاومة الموجّه إلى العدو الصهيوني، وهي نقطة تُجمِع عليها مختلف القوى السياسية مع التأكيد على أمن وحفظ استقرار لبنان، والالتزام بقضية العرب والمسلمين المركزية، قضية فلسطين.

في الذكرى الـ30 لتحرير صيدا من الاحتلال الإسرائيلي، يؤمل أنْ تكون مناسبة للتلاقي بين مختلف الأطراف، والاستفادة من الأجواء الإيجابية التي تُرخي بظلالها على الساحة السياسية مع مواصلة الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" تحت رعاية الرئيس نبيه بري، وهو ما يُفشِل العديد من المخطّطات لإشعال الفتنة المذهبية السنية – الشيعية، ويئدها في مهدها.

بين المقاومة في صيدا والصمود والمقاومة في مخيّم عين الحلوة، ومقاومة المحتل بالزيت المغلي في عاشوراء النبطية 1983، ومحاصرة الجنوبيين للاحتلال الإسرائيلي خلال احتلاله للقرى السبع في منطقة صور، حيث اضطر لإعادة حصارها واحتلالها مجدّداً، قواسم مشتركة تعمّدت بدماء الشهداء والجرحى والأسرى في مواجهة العدو الصهيوني.

هذا النموذج البطولي الذي تكرّس على أرض الجنوب، تحوّل فيه الجندي الذي لا يُقهر، إلى باحث عن ملاذ آمن، ومتوارٍ، وفارٍ، ومندحرٍ عن منطقة صيدا قبل يومين من الموعد الذي كان قد حدّده للانسحاب (18 شباط 1985)، بعدما أذاقه المقاومون كل أنواع الاستهداف، حيث كانوا يفاجئونه من البساتين وفوهات مجاري الصرف الصحي، وشرفات المنازل والمؤسّسات وغيرها من الوسائل التي أربكته مع عملائه، فاندحر.

كُثُرٌ من المقاومين كانوا يبحثون عمّا تبقى من أسلحة تُرِكَتْ بعد الغزو الصهيوني في حزيران 1982، فكان هناك مَنْ عمل على جمعها، أو كانت بحوزته، أو عمل على نقلها من خارج الجنوب عبر طرق متعدّدة، حيث كان للقنبلة والعبوة والقذيفة والأسلاح الحربية قيمتها، فنفّذت العمليات، استشهد البعض خلال تنفيذها، أو أُسِر، أو تمكّن من النجاة وتنفيذ عمليات أخرى.

خلال فترة الاحتلال، سُجِّلَتْ العديد من المحطات، التي نحاول أنْ ننصف رجالاتها، وسنحاول التطرّق إلى مَنْ غابوا عن هذه الحياة وفاءً لتضحياتهم، دون نكران أعمال وإنجازات وأدوار آخرين لا يزالون على قيد الحياة، هم مَنْ يحدّدون خط سير مسيرتهم - أمدَّ الله بأعمارهم.

وهنا يُسجّل للكبار من المناضلين أدوارهم، حيث سنتطرّق إلى عدد من هؤلاء، من دون أنْ يعني ذلك أنّهم هم وحدهم الذين كان لهم الدور في التحرير، بل هم نماذج وقدوة في هذه المعركة التي بُذِلَتْ فيها الدماء الغالية، وتم التصدّي فيها بالسلاح والموقف، ما أفشل مخطّط العدو بإيجاد أرضية وبيئة تحتضنه، فكانت أيام احتلاله وبالاً عليه، حيث اضطر للاندحار ذليلاً دون قيد أو شرط.

عمليتا "قوات الفجر" وقبرصلي

إحدى أهم المحطات التي شهدتها المدينة كانت العملية البطولية التي نفّذتها مجموعة من "قوّات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" بتاريخ 27 كانون الأول 1983 في منطقة البستان الكبير وحتى القياعة في جهة الشمالية الشرقية للمدينة، واستشهد فيها كل من: جمال حبال، محمد علي الشريف ومحمود زهرة، فيما صُرِعَ فيها ضابط و3 جنود إسرائيليين.

هذه العملية كانت محطة مفصلية في تاريخ المدينة والعمل المقاوم لما حملته من دلالات وما تلاها، حيث أقدمت قوّات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام منزل إمام "مسجد بطاح" في صيدا الشيخ محرم العارفي، واقتادته بعدما قيّدت يديه وعصبت عينيه في حملة طالت حوالى 150 شابّاً من أبناء المدينة زُجَّ بهم في "معتقل أنصار".

هذه المحطة التي حاول الاحتلال طَيْ يدي المدينة والضغط لقطع جذور المقاومة، كان الرد عليها بالتمسّك بمواصلة العمل الجهادي العسكري، وأيضاً إعلان المقاومة المدنية، وهنا يُسجّل لفاعليات المدينة دورهم الهام، وفي المقدمة مفتي صيدا والجنوب المقاوم الشيخ محمد سليم جلال الدين، الذي أعلن نعياً لشهداء صيدا الثلاثة مع الإضراب العام في المدينة، حيث اعتصموا في جامع الزعتري طيلة يوم الخميس 29 كانون الأول 1983 استنكاراً لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال وممارسات تعسّفية، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين، ومنهم الشيخ العارفي، وأقسموا معاهدين الله على المضي في المقاومة والصمود حتى النصر.

وقد صُدِمَ الاحتلال من هذه الخطوة، وتعرّض منزل المفتي جلال الدين لمداهمة من جنود الاحتلال في الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، حيث استيقظ على دوي الرصاص الذي كان يُطلَق حول المنزل وعلى باب البناية، وبعد دقائق اقتحم بيته عدد من الجنود المسلحين وقاموا بتفتيشه غير مراعين حرمة المنزل وأهله، فجلس وزوجته في الدار، وإذا بأحد الجنود يأمر ولده ساطع، الذي كان قد حضر من أوكلاهوما لقضاء عطلة رأس السنة، بالذهاب معهم فرضخ للأمر، وغاب ساعة ثم عاد إلى البيت وحيداً سيراً على قدميه.

وفي اليوم التالي وحوالى الساعة العاشرة صباحاً، اتصل الحاكم العسكري الإسرائيلي هاتفياً بالبيت، وأعلم زوجته بأنّ حادث الاقتحام الذي حدث ليلاً حصل خطأ، وأنّه يرغب في زيارته والاعتذار عمّا حصل، وبعدما أبلغته زوجته بأنّه غير موجود في المنزل، أعلمها بأنّه سيتصل الساعة السادسة مساءً، وكان المفتي جلال الدين آنذاك في مسجد الزعتري يحتفل بتأبين الشهداء الثلاثة.

وعند السادسة مساءً كرّر الحاكم العسكري الاتصال بالمفتي جلال الدين، وأبلغه رغبته بزيارته والاعتذار عن الحادث، فأفهمه المفتي جلال الدين أنّ الحادث لا يخصّه شخصياً، لكنه يتعلّق بجميع مَنْ يمثّلهم بصفته المرجع الديني، والقرار بهذا الخصوص يعود إلى قادة وعلماء وفاعليات المدينة في صيدا، وضرب له موعداً لإبلاغه القرار الذي يصدر عن المذكورين عند السادسة من مساء السبت.

وعصر يوم السبت اجتمع علماء صيدا والجنوب وفاعليات وقيادات مدينة صيدا في منزل المفتي جلال الدين وتدارسوا الموقف وخرجوا بالإجماع بالقرار التالي: الاعتذار عن الحادث المشار إليه يكون بالإفراج عن جميع المعتقلين وفتح المعابر.

وفيما كان الاحتلال يتوقّع أنْ تشكِّل اعتقالاته وممارساته قضاءً على جذوة المقاومة، صُدِمَ عندما خرج الفتى الصيداوي نزيه قبرصلي بتاريخ 18 كانون الثاني 1984 لينفّذ عملية بطولية ضد دورية عسكرية إسرائيلية كانت تمر في إحدى مناطق صيدا القديمة مقابل البحر عندما ضغط على زناد رشّاش ما أدّى إلى وقوع إصابات في صفوف الدورية، فيما استشهد الفتى نزيه قبرصلي.

هذا الفتى كان يتردّد على "مسجد بطاح" منذ بعضة أشهر، وتتلمذ على يدَيْ إمامه الشيخ محرم العارفي، وإذ به يفتقد شيخه الذي كانت لخطاباته خاصة يوم الجمعة وقع الصدى، حيث كان يهاجم الاحتلال الذي كان يضرب طوقاً في محيط المسجد غير آبه بمضايقاته واعتقالاته، فكان الكلمة الصادقة يوم عز الكلام ورجل العنفوان والصلابة في ساحة القتال والمواجهة، وهو ما استمر به حتى في المعتقل.

جاء استشهاد الفتى نزيه قبرصلي ليوقظ البعض من غفوته، حين كان يحاول الاحتلال الضغط على المدينة أكثر، وبدأ بإغلاق معبر جسر الأولي بهدف إجبار المواطنين على سلوك معبر باتر – جزين، وكان الكثر من أبناء المدينة بين مُعتقل في سجون الاحتلال أو متوارٍ في البساتين أو متخفٍّ أو خرج من المدينة.

نضال تعمد بالدماء

وتوالت العمليات البطولية التي أجبرت المحتل على الاندحار، لكنه قبل ذلك نفّذ جريمته بمحاولة اغتيال رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" المهندس مصطفى معروف سعد (21 كانون الثاني 1985)، والتي أدّت إلى استشهاد كريمته ناتاشا والمهندس محمد طالب وإصابة زوجة لوبا وفقدانه بصره، حيث أمَّنَ له الرئيس رفيق الحريري طائرة خاصة نقلته إلى مستشفى في بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية لتلقي العلاج، وتم اختيار الاحتلال شخصية "أبو معروف" نظراً للدور الذي كان يطلع به وبهدف إحداث فراغ في المدينة وفتنة إسلامية – مسيحية هدفت إلى تهجير المسيحيين من المنطقة.

وبعد الاندحار الإسرائيلي عاث عملاؤه وأدواته عبثاً واعتداءً ضد مدينة صيدا، خاصة من قِبل "القوّات اللبنانية"، التي كان يتولّى مسؤوليتها في المنطقة – آنذاك – سمير جعجع، فوقعت أحداث شرقي صيدا بين منتصف آذار ومنتصف نيسان، قبل أن تتمكّن القوى الصيداوية من تحرير المنطقة، فيما دخل غرباء إليها، وعمدوا إلى تفجير الكنائس والمنازل والمباني العائدة للمسيحيين فيها، ليتحقّق مخطّط النزوح الذي سرعان ما أُفشِلَ بفضل صمود المطران سليم غزال بتعاونه مع المخلصين في مدينة صيدا، فعاد المهجّرون المسيحيون إلى بلداتهم التي نزحوا عنهاً قصراً تباعاً.

ومن المناضلين الذين رحلوا وكان لهم دور في مواجهة الاحتلال الوزير والنائب السابق الدكتور نزيه البزري، الذي ما إنْ كان يدخل الاحتلال إلى صيدا حتى كان يترك الوزارة في بيروت عائداً إلى مسقط رأسه، ليتواجد بين أبناء مدينته، حيث كانت له مواقف مشرّفة مع إخوانه في المدينة، وهو رفض استقبال الحاكم الإداري الإسرائيلي في منزله، كما رفض المشاركة في انتخاب الرئيس الراحل بشير الجميل رئيساً للجمهورية في آب 1982، وحرص على الإقامة بين أهله في صيدا، رافضاً العديد من المناصب الوزارية ليبقى بين أهله في لحظة الحاجة إليه، وقد نجا من أكثر من محاولة اغتيال، بينها محاولتان من قِبل العدو الصهيوني وعملاءه.

ولا بد من تسجيل الوقفات الهامة لابن صيدا الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي ومنذ الغزو الإسرائيلي لمسقط رأسه حتى بادر سريعاً إلى وضع كافة آليات ومعّدات شركة "سعودي أوجيه" بتصرّف بلدية صيدا، حيث تم رفع الأنقاض والركام من شوارع المدينة، فيما قام عبر هبة مقدّمة من المملكة العربية السعودية بإعادة إعمار المدارس الرسمية والخاصة والمباني الحكومية في المدينة من خلال "المؤسّسة الإسلامية للتربية والتعليم العالي" قبل أنْ يصبح اسمها "مؤسّسة الحريري".

كما يُسجّل للعديد من الفاعليات الاقتصادية والنقابية دورهم في التصدّي لمحاولة التطبيع الإسرائيلي، وفي مقدمة هؤلاء رئيس "اتحاد نقابات العمّال والمستخدمين" في صيدا والجنوب الراحل حسيب عبد الجواد.

كذلك يسجل دور بارز للاعلاميين، شركاء النضال، وكثر ما زالوا يتابعون مهمتهم ودورهم، لكن من مبدأ الوفاء، أن نذكر من الزملاء من كان له دور ورحل، وهم: نسيب البزري، عبد الغني الجردلي، نبيه باشو وعبد الحميد أبو ظهر، الذين قدموا الكثير للمدينة، ولكن قلة من بقي يذكرهم أو يذكر عائلاتهم.

وبقي ما يُقلِق بال الصيداويين، استمرار عدم معرفة مصير العديد من أبنائهم الذين خُطِفوا في أيلول 1982، وما زال مصيرهم مجهولاً على الرغم من أنّ عدداً من الخاطفين معروفون بالإسم، وليس أدل على ذلك من قضية خطف المربّي محيي الدين حشيشو، الذي ما زالت زوجته نجاة حشيشو تتابع ملف قضيته، وإنْ كانت لم تحصل على حكم من الأحكام الوضعية يشفي غليلها، فإنّها تأمل أنْ يتحقّق الحكم الرباني.