الدولة العليَّة، وهو المسمَّى الجديد لحكومتنا، آن لها أن تدرك واجباتها، لأنَّه من المآخذ عليها أن تبقى تتفرَّج على مصادر الهدر التي تتحكَّم بالناس من دون حسيب أو رقيب:

- أصحاب المولِّدات.

- أصحاب الصهاريج.

- أصحاب مستودعات المواد الغذائية.

- أصحاب شركات توزيع المحروقات.

- المتعهِّدون.

أيتها الحكومة الكريمة، إذا كان ليس بإمكانك قطع مصادر الهدر والفساد، هل على الناس أن يتفاهموا مع هذه المصادر لأنكِ على ما يبدو عاجزة، ولأنكِ كذلك يبدو أن بقاءكِ حيث أنتِ تعرفين طلبات الحد الأدنى للمواطن، الذي لا يُقصِّر في دفع الضرائب فيما أنتِ تقصِّرين في توفير حقوقه التي يدفع ثمنها مسبقاً من عرقه وتعبه؟

أيتها الدولة القديمة - الجديدة:

تسقطين عند كلِّ عاصفة، والسقطة الأحدث، وليست الأخيرة بالطبع، العجز الفاضح عن مواجهة العاصفة يوهان:

لم يبقَ منزل إلا وتعطّلت فيه الكهرباء وانقطعت عنه الإنترنت، ولم تبقَ طريق إلا واقتلعت الأمطار زفتها، ولم يبقَ شارع إلا وبُلي بالأضرار الفادحة، فأين تصرفين الأموال؟

أين أموال الضرائب التي تقبضينها؟

هل هي لسفرات الوزراء فقط؟

هل هي للمؤتمرات والندوات التي لا طائل ولا جدوى منها؟

يا دولتنا القديمة - الجديدة، هل ستبقين على هذا المنوال؟

كيف بنا نتحوَّل في طقسٍ ماطر إلى دولةٍ من دول القرون الوسطى، أو إلى دولةٍ متخلِّفة في القرن الحادي والعشرين؟

فهل يُعقَل أن يكون الخبر الرئيسي في صباحاتنا هو إرتفاع سعر صفيحة البنزين خمسمئة ليرة والمازوت ثلاثمئة ليرة؟

في كلِّ دول العالم تنخفض أسعار المحروقات قياساً إلى انخفاض أسعار النفط، إلا في بلدنا، فهل نسير عكس السير أو عكس التاريخ؟

هل يجوز أن تكون الكلمتان الأكثر إستخداماً في لبنان هما: الإنقطاع والتوقف؟

فعلت العاصفة يوهان فعلها، فكيف إستعددتِ لها؟

وفيما نحن نكتب هذا الكلام، يأتينا من الإمارات أنَّ القمة الحكومية التي افتتحها الشيخ محمد بن زايد والتي عقدت في دبي تتَّخذ من استشراف حكومات المستقبل عنواناً لها من خلال تسخير الثورة التقنية لتطوير عمل الحكومات، وتحسين خدماتها للمواطنين، فأين نحن؟

وأين التقدُّم؟

هل هكذا ننافس؟

هل بالرضوخ إلى العاصفة يوهان؟

حكومتنا الكريمة، إتقِّي غضب الناس، فكفِّي قهراً وعذاباً عن شبابنا وأبنائنا وأحفادنا، إنهم باتوا يفضلون الهجرة على البقاء في بلدٍ يُذلُّهم بدل أن يكرِّمهم على صمودهم فيه، ولكن من يسمعهم؟

إنَّ حكومتنا تصمُّ آذانها عن سماع معاناة شعبها؟