أعرب الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ ​خلدون عريمط​، في كلمة له خلال مشاركته بندوة صحفية في "المركز الكاثوليكي للإعلام"، تحت عنوان "مسلمون ومسيحيون معاً في مواجهة التطّرف"، عن تضامنه مع المسيحيين، معتبراً أن الذي يسقط الآن ومنذ بضع سنوات هو الانسان، والذي يدفع الثمن هو المواطن الباحث عن لقمة عيشه.

وأوضح الشيخ عريمط أن التطرف والغلو هو حالة من حالات الجنون، مؤكداً أن "الإسلام علّمنا أداب السلم وأداب الحرب وعلّمنا الرحمة، وعلّمتنا ​المسيحية​ قبل ذلك المحبّة"، متسائلاً عن "الرحمة والمحبة في سلوكنا وتعاملنا ومعاملاتنا على صعيد الأسرة والوطن والأمة".

وأشار الى "أننا عندما نتضامن مع إخواننا المصريين الذين كانوا ضحايا الجهل والتطرف، وضحايا الفهم الخاطئ لدور المسلمين ورسالتهم في تعاملهم مع انفسهم، ومع ابناء وطنهم وامتهم، إنما نتضامن سوياًً مع الفهم الصحيح لرسالة المسيح"، لافتاً الى أن الخلاف او الإختلاف بين أتباع الديانات إنما هو أمر مشروع يترك فيه الأمر لله فهو من يحاسب ويقرر، ويدخل من يشاء في نعيمه، ويخرج من يشاء من جنته.

وأكد أنه "صحيح ان المسيحين من ابناء هذه الأمة يعانون، والصحيح أيضاً أن الأمة بجناحيها المسلم والمسيحي تعاني وتدفع دماً ودموعاً وآلاماً وجراحات، والحقيقة المؤلمة أن العدو الاسرائيلي وحده ينام ملأ جفونه، وهو فرح بهذه الحروب العبثية، وبهذا الدمار والقتل والاقتتال والظلم الذي يعاني منه إنساننا سواء كان مسلماً أو مسيحياً"، متسائلا "لمصلحة من اختطاف المطرانيين في سوريا؟ ولمصلحة من هدم الكنائس والمساجد والمزارات، وذبح الأسرى والمعتقلين، واغتيال العلماء وتهجير وقتل مكون اساسي من مكونات الأمة من مسيحي فلسطين وسوريا والعراق واخيراً أقباط مصر الذي أوصى بهم نبي ​الاسلام​ محمد علية الصلاة والسلام؟"، مشيراً الى أن حركات التطرف والغلو التي تدّعي الإسلام لا علاقة للإسلام والمسلمين بما تفعله وتمارسه، لأنه حكماً يتناقض تماماً مع عقيدة المسلمين التي جاء بها النبي محمد.

واعرب عن تضامنه مع مصر قيادةً وحكومةً وشعباً وجيشاً بمواجهة الإرهاب والتطرف والغلو، معتبراً أن الإعتداء على اي مصري مسلماً او قبطيا إنما هو إعتداء على قيم الاسلام والمسيحية معاً، وان الخطف والاغتيال والتهجير والتكفير والغلو والتطرف يتعارض تماماً مع تعاليم الإسلام والمسيحية معا.