اشار المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في بيروت ​عمر المصري​ لـ"الأخبار" الى انه بعد اندلاع الازمة السورية، توقفت اللقاءات الدورية التي كانت تعقدها اللجنة المشتركة مع حزب الله، والتي كانت حينها ضرورية لتنفيس الاحتقان الطائفي بين عناصرهما. ومع تطور الأزمة السورية، وبسبب المواقف الحادة التي أطلقها علماء الجماعة ضد الحزب و"تأكدنا من تدخل حزب الله عسكرياً في الثورة السورية، انقطعت العلاقة رسمياً بيننا منذ 2013 الى 2014"، في تلك الفترة "أوصلنا خلافنا حول سوريا الى مرحلة القطيعة على المستوى السياسي، فيما بقي التواصل قائماً على المستوى الفردي فقط".

واوضح انه رغم الخلاف "لا يوجد طلاق بيننا"، إذ توجد قنوات تواصل بين الطرفين على مستوى بعض مسؤولي المناطق بهدف تدارك أي إشكال يقع بين أنصارهما. واكد المصري وجود "رغبة في إعادة العلاقات والتواصل على مستوى بيروت، على أن نحيّد ما يجري في سوريا عن نقاشاتنا".

واوضح ان اللجنة المشتركة بين الجماعة والحزب عقدت منذ أشهر اجتماعاً. ولأن الخلاف في وجهات النظر كان كبيراً، "قررنا عدم إصدار أي بيان إعلامي، لأننا نريد خطوات ملموسة وليس مجرد كلام في الهواء". حالياً، تسعى الجماعة الى عقد لقاءات حوارية بين كوادرها وشخصيات سياسية مقرّبة من الحزب، وقد "اتصلنا بحزب الله وطلبنا منهم إرسال شخصية سياسية لنتناقش معها، لكنهم لم يجيبونا حتى الآن".

بعد هذا القطوع حاولت حركة الجهاد الإسلامي التوسط بين الطرفين لتحسين العلاقة بينهما. ولكن، بحسب مصادر في الفصيل الفلسطيني، فشلت الوساطة لأنه "يوجد الكثير من نقاط الاختلاف حول ما يجري في سوريا، ولا يزال الطرفان غير مستعدين للحوار"، فيما يؤكد مقرّبون من حزب الله أن العلاقة مع الجماعة "لم تتطور وهي في حدودها الدنيا، إلا أن النية موجودة لتحسينها في المقبل من الأيام". رغم ذلك، محاولات التواصل مستمرة لإعادة المياه الى مجاريها، أو على الأقل لعدم تحوّل الانفصال طلاقاً.