لا تعتبر "الزونا" مرضاً يشبه بقية ​الأمراض​ التي يصاب الإنسان بها، فما إن يفتك هذا الفيروس بأحدهم حتى تبدأ الى جانب الطفرة الجلدية آلام حادة لا تحتمل وقد تستمر أشهراً عديدة، من هنا تمت تسمية هذا الفيروس "الزونا" أو "حزام النار". فما هو هذا الفيروس؟

نقص في المناعة

"الزونا" أو "حزام النار" هو مرض جلدي يحدث نتيجة إلتهاب معيّن ناتج عن نوع معين من الفيروسات هو Varisella-Zoster. فعندما يتم تلقيح الأطفال في الصغر يصابون بداء جدرة الماء مرة واحدة في حياتهم، إلا أنّ هذا الفيروس وعندما يصابون به في الكبر يخرج على شكل "زونا". وهنا يشرح طبيب الأعصاب ​سلام كوسا​ عبر "النشرة" أن "سبب إصابة الإنسان "بالزونا" يعود في أغلب الأحيان الى نقص في المناعة"، لافتًا إلى أن "لا أحد يعرف طريقة دخول الفيروس الى الجسم ولا إنتشاره ولكنه يبدأ بالنخاع الشوكي والأعصاب ليصل الى الجلد".

طفرة جلدية من جهة واحدة

يتميز هذا الفيروس ببروز طفرة جلدية مجتمعة بجهة واحدة تكون حارقة ومؤلمة جداً وقد تلامس في بعض الأحيان خلايا الوجه واليدين، وهنا يشير كوسا الى أن "الزونا" قد تصيب المريض في أسفل الصدر أو الظهر، لافتاً الى أن "بعض المصابين قد تستمر آلامهم لأكثر من سنة رغم أن الطفرة تختفي في مدة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع"، شارحاً أنّ الطبيب يصف المسكنات لهؤلاء المرضى وفي بعض الأحيان قد يضطر الى وصف الكورتيزون له للتخفيف من حدّة الأوجاع.

لدى ظهور "الزونا" عند المريض يقوم الطبيب بالبحث عن سبب هبوط المناعة لدى الشخص والتي أدت الى إصابته بهذا الفيروس. وهنا يقول كوسا: "نسأل المريض ما إذا كان يتناول أدوية تخفف المناعة فنرى إذا كنا نستطيع أن نوقفها"، ويضيف: "إذا كان يتراوح عمره بين الثلاثين والخمسين عاماً فإننا نجري له فحص السيدا، أمّا إذا كان يتجاوز الخمسين فإننا نطلب منه فحوصات طبيّة أخرى لإكتشاف ما إذا يعاني من مرض سرطاني لم يكتشفه بعد"، ويتابع: "في حال الإصابة "بالزونا" مرة واحدة في حياته فإننا نتعامل معه بطريقة عادية ولكن وفي حال أصيب بها مرتين فإننا نتابع عبر فحوصات طبيّة معمقة لمعرفة السبب".

الأعراض وسبل الوقاية

يشير كوسا الى أن "لا مجال للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس"، لافتا الى أن "من أعراضه الحمى والتوعّك لتبدأ بعدها آلام الرأس وتظهر الطفرة الجلدية التي تتسبب في "الحكاك"، وينبّه إلى وجود "خطر من إنتقال العدوى الى الأشخاص غير المحصنين والذين لم يصابوا يوماً بجدرة الماء كما الذين لم يأخذوا لقاحه في الصغر"، مشدداً على "ضرورة إستشارة طبيب عند الإصابة بهذا الفيروس وعدم تناول أي دواء لا يصفه".

يمكن لفيروس "الزونا" أن يصيب الأطفال لكنه نادر في أوساطهم، مقارنة بالكبار الذين تكون مناعتهم ضعيفة. وهنا يرى كوسا أنه "من الأفضل الإبتعاد عن الإنفعالات النفسية التي يمكن تؤدي الى الإصابة به"، مشدداً على "ضرورة إبعاد مرضى الزونا عن الأطفال والحوامل والمصابين بالسرطان".

عند الإصابة بـ"حزام النار"، تبدأ رحلة العذاب مع فيروس دواؤه الأهم هو الصبر على الأوجاع ومتابعة العلاج على أمل الشفاء السريع.