وجه متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران ​افرام كرياكوس​ رسالة الفصح الى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بالقول "الفصح هو أكبر الأعياد عندنا نحن المسيحيين الشرقيين، عيد الانتصار على الموت، وانبعاث الرجاء. وهذه دعوة لنا وللعالم بأسره. وللدقة نقول إن هذه الغلبة على براثن الشر لا تكون بدون آلام وبدون مخاض. حدث يختبر، يعاش في النفس أولا، وخارجا في العالم أيضا، أمس، اليوم وغدا".

ولفت الى أن "هذا العبور من الخطيئة إلى الصلاح يتم على الصعيد العام بعد رؤية إصلاحية شاملة مبعثها القيم الالهية الروحية والسامية، وأعظمها الإيمان بمحبة الله الغزيرة ورحمته. وعلى صعيد النفس البشرية الشخصية، الانبعاث من الموت إلى الحياة يتم في كل لحظة ينتصر فيها الإنسان على الشر بعمله الخير وبانتصاره على أهوائه وشهواته"، مشيرا الى أن "الروحانية المسيحية الحقيقية روحانية فصحية، لأنها تتضمن دائما منطلق جهاد ورجاء، ألم وفرح، موت (عن الأنانية) وحياة. عيد الفصح هو عيد الفرح، فرح بعد ألم وتضحية. هذه الآلام، هذه التضحية محبة لله وللعالم من حولنا. تتضمن إيمانا مسبقا يقينيا بأن الله سوف ينقذنا من الحزن والشقاء. الإيمان بالله بقوته بمحبته وبرحمته هو نظر العيون إلى بعيد، المستقبل المرتجى".

وأضاف: "دعاؤنا اليوم هو دعاء رجاء وفرح في هذا العيد، نطلقه مؤمنين بالله وبأمانتنا لهذا الوطن الحبيب لبنان، حتى يستمر الوفاق والسلام في ربوعنا، أن نتمسك بتقاليدنا الشريفة المبنية على التعايش الغني والمثمر، الذي جعل هذا الوجود في ربوعنا منبعا للانجازات التاريخية ونموذجا للحرية والانفتاح والسلام والمحبة".