رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ ان "24 نيسان ليس مجرد وقفة سنوية نستذكر فيها الابادة الارمنية بل مناسبة نحيي فيها ذكرى جميع شهداء الحرية في هذا الشرق من سريان وكلدان وموارنة وكاثوليك، وهي محطّةٌ اساسية من محطّات الجلجلة الطويلة التي سارت عليها الإنسانية في صراعها المرير مع الشر والإستبداد والطغيان والعبودية، والتي لم تنتهِ فصولاً حتى اليوم".

وخلال الذكرى المؤية للابادة الارمنية اعتبر جعجع ان "شرقنا لو حكى، لروت كل حبّة ترابٍ فيه، عن الحرية والعزة والكرامة، حكاياتٍ وحكاياتٍ لا تنتهي"، مشيرا الى انه "صحيحٌ ان العدالة لم تتحقق بعد في العديد من القضايا الإنسانية، ومنها "المسألة الأرمنية"، إلاّ ان الصحيح ايضاً هو ان الحقيقة تنتهي دائماً بالظهور، والعدالة تنتهي دائماً بالتحقق، وان العراقيل ستزول حتما وسيصل كل صاحب حق إلى حقه ولن يصح إلا الصحيح"، لافتا الى انه "عندما كان الارمن يتعرضون للإبادة كانت مدن لبنانية والمسيحيون يتعرضون للاضطهاد والقتل جوعا"، موضحا ان "​الابادة الأرمنية​ مهدّت السبيل امام نضوج وعيٍ إنساني جامع، تجسّد من خلال ولادة مبدأ "التدخل الإنساني"، الذي عرفته الأمم المتحدة في ما بعد"، مضيفا ان "اجدادنا لم يسقطوا ضحية المذابح كي نقف اليوم موقف المتفرج على جرائم يرتكبها جمال باشا ثان في الغوطة الشرقية ودرعا والشمال، وان مسؤولية الاحفاد تكمن بعدم التفريط بتضحية الاجداد والتمسك بالقيم والمبادىء والعمل على ايصال هذه التضحيات إلى غايتها".

واكد جعجع ان "المجازر التي بلغت حدا فريدا من الوحشية خلقت تماهيا بين لبنان وارمينيا، وسمحت للمجتمع الارمني ان يضيف قيما ثقافية واجتماعية على الرصيد الوطني اللبناني"، مؤكدا ان "لبنان هو وطن الحريات، وطن الشعوب المقهورة، وطن كل باحثٍ عن الأمن والحرية، ولن نرضى عن هذا اللبنان بديلاً، لبنان نريده ان يبقى واحةً للحرية وموئلاً للقيم الإنسانية، لا متراساً متقدماً للقمع والظلم والظلامية"، مشيرا الى ان "الشعب الارمني وصل إلى لبنان عشية الجريمة الكبرى في وضع صعب إلا انه حافظ على كرامته، وحسن أوضاعه بالطرق النبيلة والمشروعة، وآمن بلبنان سيد حر ومستقل وأعطى الدولة من لحمه الحي وأكل من لحم جبينه".

واعتبر جعحع أن "ما يُرتكب اليوم من مذابح في سوريا والعراق وليبيا يُعيد الى اذهاننا مشاهد من المجازر الأرمنية السابقة، كما ان الموقف الدولي المُتردد حيال المجازر السورية اليوم يُشبه بدوره الواقع الدولي الهّش المُرافق للمجازر الأرمنية حينه"، موضحا ان "الوطن الذي إسمه ارمينيا خسر بعضاً من شعبه جرّاء المجازر الوحشية البشعة، إلاّ ان وطناً آخر إسمه لبنان ربح بعضاً من هذا الشعب، فهنيئاً للبنان بأبنائه اللبنانيين الأرمن، وهنيئاً لوطن يوحنا مارون بأبناء الشهيد والاوطان ".

ودعا جعجع المجتمع الدولي إلى الاتزام ببنود الاتفاقات والمواثيق الدولية الحافظة لحقوق النسان واتخاذ اجراءات ردعية حاسمة لتطبيق هذه المواثيق.