أعرب سفير جامعة الدول العربية ممثلاً امينها العام ​محمد صبيح​ خلال مشاركته في حفل افتتاح "اليوم العربي لكفاءة الطاقة" في فندق "موفمبيك"، عن ترحيبه "بجميع المشاركين في افتتاح فعاليات الاحتفالية الثالثة باليوم العربي لكفاءة الطاقة، ناقلاً تحيات الامين العام للجمعة العربية نبيل العربي وتمنياته للاحتفالية بالنجاح والتوفيق، والذي لم يتمكن من الحضور لارتباطات مسبقة، وانتهز هذه الفرصة ايضا لاتوجه بخالص الشكر والتقدير للجمهورية اللبنانية ممثلة بوزارة الطاقة والمياه والمركز اللبناني لحفظ الطاقة على المبادرة الكريمة باستضافة الاحتفالية الثالثة باليوم العربي لكفاءة الطاقة والجهد الكبير المصاحب لذلك من زخم اعلامي ودعم لوجيستي تعودنا على رؤيته هنا في اكمل صورة عربية لبنانية".

وأضاف: "ان نظرة سريعة على واقع العالم العربي توضح حجم التحديات غير المسبوقة التي نشهدها بسبب تراكم الازمات التي تعيق عتقدم دول المنطقة منذ عقود طويلة، فمنذ نشأة جامعة الدول العربية قبل سبعين عاما يواجه عالمنا العربي، تحديات جسام، شهد خلالها العديد من محاولات التدخل في شؤونه الداخلية وتهديد سيادة دوله، وتعرضت عدة دول عربية للعدوان وللاحتلال. وفي مواجهة كل هذا، حاولت الدول العربية ان تنسق جهودها قدر استطاعتها وفقا لما سمحت به الظروف المتاحة، نجحت احيانا، ولم يحالفها التوفيق احيانا اخرى. واليوم وبمناسبة احتفالنا باليوم العربي لكفاءة الطاقة، يحدونا جميعا الامل في مستقبل جديد تصبح فيه بلداننا العربية قوة اقتصادية كبيرة بفضل جهود المخلصين من ابنائها، كل يسعى في مجال عمله، ونحن ايضا في جامعة الدول العربية بكافة قطاعاتها نسعى الى الوصول لحالة من التكامل العربي الذي اصبح مطلبا ملحا قد يكون وسيلتنا للخروج من واقعنا الحالي، وفي هذا الصدد، تبذل الامانة العامة ما في وسعها لتحقيق مشروعات تكاملية عربية في عدد من القطاعات من ضمنها الطاقة، حيث تقوم بإعداد استراتيجيات وسياسات ذات أهداف تنموية تتبناها الدول العربية وتعمل على تطبيقها لنكون واقعا ملموسا يشعر به المواطن العربي من المحيط الى الخليج".

واوضح صبيح انه "انطلاقا من ذلك، اهتم المجلس الوزاري العربي للكهرباء بموضوعات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، رغبة منه في توفير كل ما من شانه رفع مستوى معيشة المواطن العربي، والاستجابة لتطلعاته باعتباره اهم مقومات التنمية بصورها ومن هنا جاء الاهتمام بموضوع توفير خدمات الطاقة لتصل الى كافة المستهلكين بشكل جيد ومستمر ومعتدل التكلفة، وبرز موضوع تحسين كفاءة الطاقة وترشيدها في ظل زيادة الاستهلاك المترتبة على زيادة السكان من جهة، والتوسع في الصناعات المختلفة والمشروعات التنموية والانشطة المتنوعة من جهة اخرى، الامر الذي يدعو الى تضافر الجهود وشحذ الهمم للعمل على ترشيد الاستهلاك، ورفع درجات الوعي لدى المستهلكين عن طريق الحملات وبرامج التوعية المنظمة التي تسهم فيها وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، والمؤسسات التعليمية الجامعية وغير الجامعية، فضلا عن الدور الكبير الذي يمكن ان تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في هذا الشأن".

ورأى صبيح ان "هذا الاهتمام توج بالمبادرة التي قام بها الوزراء العرب المعنيون بشؤون الكهرباء في عام 2011، من خلال تخصيصهم ليوم 21 أيار من كل عام ليكون يوما عربيا لكفاءة الطاقة يهدف الى زيادة الوعي حول ممارسات وتقنيات كفاءة الطاقة في المنطقة العربية. والان دعونا نتساءل: لماذا كفاءة الطاقة بالتحديد، ولماذا يخصص لها يوم عربي وهل هناك فائدة ترتجى من ذلك؟ كفاءة الطاقة بمفهومها الشامل تتجاوز بكثير ترشيد استهلاك الكهرباء وان كان يشكل جزءا مهما من منظومة متكاملة تستهدف اولا الطاقة بكافة مصادرها ، وثانيا اساليب استخدامها في كل مراحلها، بدءا من الاستكشاف او الانتاج وما يشمله من عمليات ثم النقل والتوزيع واخيرا لدى المستهلك النهائي الذي خصصنا له هذا اليوم، بمعنى آخر هو يوم لي ولك. لنا جميعا افرادا ومؤسسات، لان تحسين كفاءة الطاقة يحقق وفورات ملحوظة وبالتالي يقلل من الاستثمارات المطلوبة لتأمين الطاقة المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكما يقال فإنها المصدر الاقل تكلفة من مصادر الطاقة غير المباشرة والتي تساهم في الحد من التغيير المناخي والاحتباس الحراري، فضلا عما تقدمه من دعم لاسواق خدمات الطاقة من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل والادوات التشريعية والمالية".

ولفت صبيح الى انه "تحت شعار ترشيد استهلاك الطاقة، استثمار للحاضر والمستقبل، وبتاريخ 21 ايار 2013 عقدت الاحتفالية الاولى لليوم العربي لكفاءة الطاقة بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية ، بمشاركة اكثر من 120 ومتخصص يمثلون مجموعة من الدول العربية والعديد من المنظمات والهيئات والجامعات العربية والجهات المهتمة بكفاءة الطاقة عربيا وعالميا وقد تضمنت الفعاليات حوارا مع الشباب ودور المجتمع المدني في تحسين كفاءة الطاقة اداره الفنان القدير محمد صبحي، والذي خلص في نهايته الى إصدار مجموعة من الرسائل العامة، ورسائل للحكومات والوزارات والهيئات المعنية، ورسائل موجهة للمجتمع المدني والقطاع الخاص، انتهاء برسائل موجهة للمستخدم النهائي"، موضحاً انه "في عام 2014 اقتصرت الاحتفالية الثانية لليوم العربي لكفاءة الطاقة على تقديم جائزة لافضل مقال صحافي حول كفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها، وقد فاز مقال صحافي من دولة فلسطين، وتسلم الدكتور عمر كتانة رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الجائزة بالنيابة عن كاتبة المقال السيدة سناء عليوي".

وذكر "استمرارا لسلسلة الفعاليات هذه، ها نحن هنا اليوم في أرض الأرز للاحتفال معا باليوم العربي لكفاءة الطاقة وسط استبشار عربي كبير بدور لبنان الفاعل في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والذي أصبح مثالا مشرف نفخر به جميعا، لما حققه من انجازات ملموسة على أرض الواقع، احتفالنا اليوم محوره دور الاعلام العربي في دعم انشطة وخطط كفاءة الطاقة في المنطقة العربية. يهدف تشجيع البحث والابتكار سيتم تسليم جائزة اليوم العربي لكفاءة الطاقة حول "افضل مشروع لكفاءة الطاقة في المنطقة العربية " ومن ثم الانطلاق لجلسة حول دور المجتمع المدني في توعية الجمهور في مجال كفاءة الطاقة، وصولا للجلسة الحوارية التي يديرها الاعلامي القدير الاستاذ زاهي وهبي الذي اتوجه اليه بجزيل الشكر على تلبيته الدعوة والحضور، الجلسة الحوارية تدور حول دور الاعلام في نشر مفاهيم كفاءة الطاقة وعنوانها: " الاعلاميون يحاورونه اصحاب القرار".

واعتبر صبيح ان "الحظ حالفنا هذه السنة بوجود قناة العربية كراع اعلامي حصري لنقل الحدث فالشكر لقناة العربية على هذه التغطية الشاملة للاحتفالية. نحن نعتمد عليكم كقناة اعلامية واسعة الانتشار لايصال صوتنا لمستهلكي الطاقة في دولنا العربية. قبل أن اختتم كلمتي لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر لكل من بذل الجهد في الاعداد والتحضير لهذه الاحتفالية لتظهر بهذه الصورة المشرفة سواء من خلال لجنة خبراء الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة او فرق العمل التي تابعت الترتيبات اللوجستية والتغطية الاعلامية للاحتفالية او اللجنة التحضيرية التي تابعت كافة التفاصيل اولا بأول ويوما بيوم. كما لا يفوتني بأن اتوجه ايضا بالشكر لكافة المنظمات المشاركة في التنظيم وعلى رأسها المركز اللبناني لحفظ الطافة والمركز الاقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، ومشروع كفاءة الطاقة الاورومتوسطي في قطاع الابنية (ENEC -MED) ، وامانة المجلس الوزاري العربي للكهرباء".