أشار المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص خلال احياء الذكرى ال154 لتأسيس المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى اننا "نستقبل اليوم الذكرى الرابعة والخمسين بعد المئة لتأسيس قوى الأمن الداخلي، ومنطقة الشرق الأوسط أشبه ببركان ثائر، تتفجر فوهاته في أكثر من بلد عربي، وتتمثل حممه الجارفة بصراعات فئوية مذهبية مقيتة، تفتك بالبشر وتدمر الحجر، حروب عبثية لم تردعها القيم الأخلاقية، ولا المفاهيم الدينية، لأن الضَّالعين فيها اتخذوا من تلك المفاهيم والقيم غطاء لتبرير ممارساتهم اللانسانيَّة، والتي لا يقبلها لا عقل ولا دين ولا منطق، أو لتبرير تلك الإنتهاكات التي لم تألفها أمتنا العربية منذ آلاف السنين، حيث حافظت شعوبها بمختلف انتماءاتها على التآلف والتعايش في ما بينها، صراعات لم تكن بمنأى عن التدخلات الخارجيَة، استعملت فيها ولا تزال أفتك الأسلحة، وتمارس فيها أبشع صور القتل الممنهج وغير الممنهج، الذي يستهدف الأبرياء بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو السياسية"، مشددا على انه "لن نخلي الساحات للمخلين بالأمن أو الخارجين على القانون".

ولفت إلى ان "لبنان في ظل هذه التحولات التي تجري من حوله ليس على ما يرام، بل يعاني من انقسامات سياسية حادة، وخلل في بنيانه السياسي، إذ ثمة شغور في بعض المراكز الهامة، وتعثر في عمل بعض المؤسسات الدستورية، كل ذلك في ظل أخطار خارجية محدقة بنا، ما دفع بمعظم المسؤولين السياسيين للسعي بحنكتهم المعهودة وبعد تبصرهم إلى تمرير هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة، لإدراكهم خطورة التصدعات التي أحدثتها وتحدثها حالة الغليان التي تعيشها المنطقة بأسرها، فهذه الظروف البالغة الحساسية، تملي على المؤسسات العسكرية والأمنية البقاء على أهبة الإستعداد لمواجهة المخاطر التي تتربص بلبنان، خارجية كانت أم داخلية".

وتوجه إلى عناصر قوى الأمن، قائلا: "انأوا بأنفسكم عن الإصطفافات الفئوية والطائفية والمذهبية الرخيصة، وتجاهلوا الإفتراءات التي تطاولكم، وتحيزوا للوطن الواحد الموحد، وابذلوا الغالي والرخيص في سبيله، وإذ دفعتنا مرارة الظروف القاهرة التي أشرنا إليها للتخلي عن أدبيات الإحتفال بالعيد هذا العام وخاصة في ظل غياب زملاء لنا اختطفوا في معرض أدائهم لواجب وطني، تمثل في حماية أهل بلدة عرسال، ومساعدة أخوان لنا من النازحين السوريين الذين لجأوا إليها، من بين أعداد كبيرة احتضنهم لبنان ككل، ومد لهم يد العون، على الرغم من عدم قدرته على التعامل مع هذا الكم من النازحين. لضعف إمكاناته المادية واللوجستية، وكان لحادثة الإختطاف هذه انعكاسات سلبية على المخطوفين والمؤسسات التي ينتمون إليها، كما على ذويهم وأهالي عرسال والنازحين".