لفت الاب اسطفان فرنجيه خلال ترؤسه قداسا لمناسبة ذكرى مجزرة اهدن التي تصادف في 13 حزيران، عاونه فيه لفيف من الكهنة، في باحة قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجيه في اهدن،الى إن "ما تشهده منطقتنا من حروب متنوعة أودت بحياة الآلاف من الأبرياء وهجرت الآلاف من بيوتهم وقراهم ومدنهم وأوطانهم وأدت إلى التدمير والخراب، كل ذلك يدفعنا جميعا، مسلمين ومسيحيين. في هذا الشرق، إلى التفكير بحاضرنا وأولوياتنا وإعادة قراءة تاريخنا لمعرفة الأسباب التي أدت إلى ما وصلنا إليه لعيش حاضر أفضل ولبناء مستقبل واعد لأولادنا وأحفادنا بكل جدية ومسؤولية وجرأة؛ لأن الموت يحصد الجميع والدمار لم يفرق بين أحد، والجهل يفتك بنا دون رحمة".

وأضاف: "ماذا نقول لشهدائنا ولجرحانا الذين ضحوا بحياتهم في سبيل وحدة لبنان؟ ماذا نقول للشهيد طوني فرنجية ولرفاقه عن العيش المشترك، عن العروبة وعن الإسلام؟ ماذا نقول للشهيد رشيد كرامي وللمغفور له الرئيس سليمان فرنجية اللذان تعاونا ودفعا الأثمان الغالية من أجل وحدة لبنان وعروبته والعيش المشترك فيه؛ وساهموا في إطفاء نار الطائفية في ذلك الزمان؟ ماذا نقول لهم عن الحرية وحقوق الإنسان وكرامته وحقه باختيار إيمانه ومعتقداته؟ ماذا نقول لهم عن أحلامهم ببناء دولة ننعم بها في حياة تليق بالإنسان، ودولتنا بلا رأس منذ أكثر من سنة؟ ماذا نقول لمن قال "لن يمر التقسيم إلا على أجسادنا"، ونحن نرى "أقوياء العالم" كما يسميهم البابا فرنسيس يسعون إلى تقسيم المقسم وزرع الفتن والدمار؟ وبتنا جميعا نتساءل عن إمكانية السلام وجدوى وإمكانية العيش الواحد في هذه الأرض مع المسلمين. وفي وسط كل تلك الأسئلة نسمع صوت البابا فرنسيس يقول لنا وللعالم أثناء زيارته لساراييفو: "إن السلام ممكن، إنه "مخطط الله"، معتبراً اننا "نعيش في الحرب العالمية الثالثة التي تخاض جزئيا، لأن بعض أقوياء العالم يتكلمون عن السلام ثم يقومون ببيع الأسلحة من تحت الطاولة ، وببساطة إن الكلام عن السلام لا يكفي، عليك أن نصنع السلام . والذين يتحدثون عن السلام ويرعون الحرب ويشجعونها من خلال بيع الأسلحة، هم منافقون".

ورأى فرنجية ان "الجواب الثاني يأتينا من دمشق بالذات، وذلك من خلال النداء الذي وجهه بطاركة أنطاكية الخمس في قمتهم المسيحية المشرقية ألانطاكية منذ أيام خلت والذين توجهوا به الى أبنائهم المسيحيين في المدى الانطاكي من أجل، إقامة أطيب العلاقات مع إخوتنا المسلمين، شركائنا في الوطن والمصير، الذين نعيش معهم في هذه الأرض والذين نتقاسم وإياهم في هذه الأيام ويلات العنف والإرهاب الناتجين عن الفكر التكفيري وعبثية الحروب التي تؤججها مصالح الكبار مستخدمة تفسيرا مغلوطا للدين".

وتابع: "من إهدن نرفع الصلاة مع أبينا البرطيارك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ رأس كنيستنا وراعينا الحبيب ومع صاحب السيادة المطران مارون العمار النائب البطريركي في نيابة اهدن زغرتا ومع الكهنة الافاضل لراحة انفس شهدائنا وعلى رأسهم الشهيد طوني بك فرنجيه وزوجته وابنته ورفاقه ونصلي من اجل السلام في بلادنا العربية معبرين عن محبتنا وتعازينا الى العائلة الكريمة وبخاصة لروبير فرنجية الذي تحمل عبء الرسالة لسنوات بعد استشهاد شقيقه، وكان السند الكبير لوالده ولأبناء المنطقة في أصعب الظروف وأدقها، وننقل محبتنا وتعازينا إلى السيدات لميا، صونيا ومايا أخوات الشهيد، إلى ابن الشهادة صاحب المعالي وقرينته السيدة ريما ونجله طوني الذي بدأ بتحمل مسؤولياته بكل جدارة وحنكة وبكل جرأة واندفاع إلى الحبيب باسل، وإلى كل العائلة وعائلات الشهداء الأبطال والأصدقاء. رحم الله الشهداء ونشر سلامه في بلادنا وحفظكم جميعا".