فتحت مجزرة قلب لوزة في ريف ادلب، والتي ارتكبتها "جبهة النصرة" بحق أبناء طائفة الموحدين المسلمين الدروز في البلدة، الباب على تساؤلات كثيرة حول العلاقة بين السنة والدروز، خصوصا في لبنان، حيث يتأثر الجميع بما يحدث في سوريا.
المجزرة التي كانت محط إستنكار جميع الفرقاء السياسيين والروحيين في لبنان، حملت موقفاً متقدّماً وبارزاً لمفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي وصف ما حدث، بأنه "جريمة ضد الانسانية وتستهدف المسلمين والوطنيين جميعا"، مشيدا بـ"المواقف الوطنية والقومية التي تلتزم بها طائفة الموحدين وبالتضحيات الكبيرة التي قدمتها على مدى التاريخ في خدمة الاسلام والقضايا الوطنية والقومية"، وداعيا "إلى معاقبة المجرمين الذين يحاولون اثارة الفتن المذهبية والطائفية بهدف تمزيق وحدة المجتمعات العربية، تنفيذا لمخططات اسرائيل والقوى المعادية للعروبة وللاسلام".
هل ستغير مجزرة قلب لوزة العلاقة القائمة بين السنة والدروز؟ سؤال يجيب عليه رئيس مؤسسات العرفان التوحيدية في لبنان، والمرجعية الروحية البارزة، الشيخ علي زين الدين، قائلا، "منذ اكثر من الف عام الدروز والسنة يتعايشون ويتقاسمون النعم ويتعاونون في السراء والضراء، وقد واجهوا كل المصاعب معً، لأنهم مؤمنون ان الجار قبل الدار، إن كان في جبل العرب وحوران وفي جبل السماق وإدلب وبين جرمانا والجوار او في لبنان وباقي المنطقة".
وأضاف الشيخ زين الدين في حديث خاص، "سنحافظ نحن وإخواننا السنة على تاريخنا، وعلى من لا يعلم ان يدرك ان ما يجري هو تمزيق للوحدة التي عمدناها معًا في الدماء، لذلك لا يجوز أن نسمح في تفكيكها وسيبقى الموحدون في لبنان وسوريا ينبذون الفرقة والتشرذم لان استقواء الاخ على اخيه جرم لا يغتفر".
من جهته، يقول المفتش العام المساعد للأوقاف الإسلامية في لبنان، الشيخ الدكتور حسن مرعب في حديث خاص، "عصفت بلبنان أعتى الحروب وأشدها فتكا ألا وهي الحرب الأهلية المقيتة التي فرقت بين الأخ وأخيه في البيت الواحد، ومع ذلك بقي السنة والدروز في لبنان يداً واحدة في وجه العواصف والمؤمرات ولم تفرقهم التجاذبات يوما من أي مكان أتت وكانت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ولا زالت بيتا ومحضنا لهم وأكبر دليل على ذلك الاستنكار الشديد الذي عبر عنه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بعد الحادث الأليم الذي تعرض له الاخوة الدروز في قلب لوزة في سوريا ودعوته لنبذ العنف والعيش معا بسلام وكرامة ومحبة".
الشيخ مرعب رأى "أن الترابط الأخوي والعيش الكريم وحسن الجوار بين السنة والدورز في لبنان نموذج يجب المحافظة عليه والاقتداء به في البلاد الأخرى كيف لا ونحن تجمعنا كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله".