إنفجرت أزمة جديدة بين سكان العقار رقم 196 في برج حمود والبلدية، بعد أن تبلغ قاطنو المنطقة بضرورة إخلاء مساكنهم، بحُجّة أنّ ملكيّتها تعود إلى البلدية، مع العلم أن وجودهم في المكان يعود إلى عشرات السنوات إلى الوراء.

وتكشف مصادر السكان، عبر "النشرة"، أنهم موجودون في العقار منذ الهجرة الأرمنية الأولى إلى لبنان، إلا أنهم تبلّغوا بضرورة الإخلاء في 28 حزيران الماضي، وبأن هناك دعاوى قضائية مُقامة ضدّهم أمام القضاء المستعجل للبت بها.

وتشير هذه المصادر إلى أن البلدية تدعي بأن ملكية العقار رقم 196 تعود لها، في حين هم يؤكدون أن ثمنها دفع من قبل الإتحاد السويسري لأصدقاء الأرمن، ويعرضون وثيقة قديمة صادرة عن ممثل الإتحاد كارل مايير، تفيد بأن الجمعية الخيرية الأرمنية تعهدت ببناء 25 بركة خشبية، وأن الإتحاد إنضم لبناء 40 بيتاً من الأسمنت على أرض المقابر الأرمنية التي وضعها الأرمن بتصرف الإتحاد، وفي حين رصدت الجمعية الإنكليزية لأصدقاء الأرمن المبالغ اللازمة لبناء 14 بيتاً أسمنتياً ستشيد الإرسالية 26 من صندوقها.

وتشدد هذه المصادر على أن القضية إنسانية بالدرجة الأولى، خصوصاً أن أغلب السكان هم من كبار السنة، وتسأل: "إلى أين سيتم نقل هؤلاء في هذه المرحلة بعد أن أمضوا عمرهم في هذه المساكن؟"، وتوضح أن جلسات المحكمة تم تأجيلها لكي يتمكنوا من تكليف محامين للدفاع عنهم.

وتشير المصادر نفسها إلى أن السكان علموا أن البلدية تعرض عليهم 400% ثمن المتر الواحد، وتقدر عددهم بما يقارب 500 إلى 700 نسمة.

من جانبه، يشدد رئيس البلدية انترانيك اوسب مصرليان، في حديث لـ"النشرة"، على أن هذا العقار تعود ملكيته إلى البلدية، ويشير إلى أن هذا الأمر مثبت في الدوائر العقارية، ويضيف: "لا يمكن أن نقدم أوراقاً إلى المحكمة حول عقار لا نملكه".

ويلفت مصرليان إلى أن لا مشكلة في الموضوع، حيث يؤكد أن 90% من السكان موافقون على الطرح الذي تقدمه البلدية، خصوصاً أنها تسعى إلى ما هو أفضل من خلال بناء مساكن جديدة بدل تلك التي يعود عمرها إلى 70 أو 80 سنة.

وفي الوقت الذي يشير إلى أن المعترضين يريدون الحصول على شروط أفضل ربما، يشدد على أن القضية هي أمام القضاء المختص من أجل البت بها، ويدعو من لديه وثائق تثبت أن ملكية العقار لا تعود إلى البلدية بل تم دفع ثمنها من قبل أي جهة إلى تقديمها إلى المحكمة، ويضيف: "أي كلام آخر هو كلام شارع لا أكثر"، لكنه يؤكد أن هذا العقار مسجل باسم البلدية في الدوائر الرسمية.

ماهر الخطيب