اتهم رئيس وزراء السودان الأسبق، ​الصادق المهدي​ "نظام الحكم في السودان بالتغاضي عن تسرب تنظيم "داعش" في البلاد"، مضيفا ان "المعارضة تسعى للإطاحة بالرئيس حسن البشير".

ولفت المهدي في تصريح الى أن "المعارضة السودانية تعمل على إطلاق تحالف سياسي لقوى "مستقبل وطن" والحشد لانتفاضة ربيع السودان للاطاحة بالرئيس عمر البشير الذي ساهم بشكل كبير في زيادة حالة الاحتقان في البلاد وخلق فراغا بما سمح لأصحاب الخطاب المتطرف بتوظيفه وإطلاق عملية استقطاب وتجنيد واسعة في السودان".

وحول شبكات تهريب السودانيين إلى "داعش" في العراق وسوريا، عبر تركيا، بعد ضبط 19 شابا وفتاة، بينهم ابنة المتحدث الرسمي للخارجية السودانية، أوضح المهدي أن "النظام السوداني برجماتي، والوضع مترهل من الناحية الفكرية، وهذا خلق فراغا، سمح لأصحاب الخطاب المتطرف بتوظيفه، وممارسة جماعات داعشية وتكفيرية وقاعدية لعملية استقطاب وتجنيد واسعة في السودان، تحت سمع وبصر النظام الذي لم يحرّك ساكنا لمواجهة ذلك، لدرجة تشكيل حركة سمّت نفسها "جماعة المعتصمين بالكتاب والسنة" بايعت داعش علنا، وبايعت أبابكر البغدادى خليفة، وهناك تكفيريون يعتلون المنابر بالمساجد، منهم محمد علي الجازوري الذي أعلن مبايعته للبغدادي".

واضاف: "ان ثورات الربيع العربى تعثرت نتيجة أن القوى الشعبية خرجت عفوية بلا قيادة بديلة، لكن مهما تعثرت فهي ستحقق أهداف الثورات، وإن تأخرت، فإحباط الشباب وعرقلة وصول الثورات لأهدافها، من عدالة وحرية وديمقراطية واستقلال وطني، فتح المجال لميلاد التنظيمات الإرهابية، في شكل حركات احتجاجية، تسعى للتغيير بالقوة، واستقطبت شبابا فقد الأمل في التغيير الديمقراطي".

وأكد المهدي أن "تنظيم "داعش" وأمثاله مستحيل أن ينجح في إحداث تغيير، ومصيرهم إلى زوال، لأنهم خارج التاريخ، وحتما سوف تصل قافلة الربيع العربي إلى أهدافها في المنطقة العربية، وطالما لم تتحقق أهداف الثورات سيظل الغضب يولّد موجات من الانتفاضات الشعبية الجديدة".

وحول تجاهل "داعش" استهداف الأميركان وعدم استهداف إيران، ودلالات ذلك، رجح المهدي أنهم "صنيعة غربية، لكن تم استخدامهم وتوجيههم لصالح تحقيق أهداف إيران والأميركان، رغم أن "داعش" جاء بفكرة الخلافة السنية، في مواجهة فكرة ولاية الفقيه الشيعية".

وبشأن من يطالب بإقامة خلافة، أشار الى إن "الخلافة مرحلة تاريخية انقضت، لا دور لها ولا إمكانية لتحقيقها الآن".