لم تنفع المحاولات التي قامت بها الجماعة الاسلامية في صيدا، في منع المفتش العام المساعد في دار الافتاء بلبنان، الشيخ حسن مرعب من احياء ليلة القدر في جامع البهاء (أحد اكبر مساجد لبنان)، رغم الحملات التي شنت على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد احتشاد اكثر من اثني عشر الف شخص لمتابعة اعمال هذه الليلة.
محاولة الجماعة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، فالقضية لا يمكن اختصارها فقط في اختلاف التوجهات مع الشيخ مرعب (الجماعة تعتبره من مؤيدي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي)، فوراء الأكمة ما وراءها.
الحملة على احياء ليلة القدر في جامع البهاء بدأت قبل حوالي اسبوع، وقادها عدد من مسؤولي الجماعة الذين تعهدوا بمنع مرعب من انجاز مهمته، ولكن ينبغي هنا وفي اطار التمحيص اكثر، الاشارة الى عدة نقاط حول هذا الموضوع:
1- مسجد البهاء يشرف على ادارة شؤونه ال الحريري، وتوليه النائبة بهية الحريري اهتماما خاصا، فهل يعقل ان يسقط عن ذهن قادة الجماعة هذه المسألة، ويدعون الى مقاطعة اعمال ليلة القدر، أم ان المقصود من هذا الموضوع توجيه رسالة ما؟
2- مرجعية الشيخ مرعب هي دار الافتاء التي باتت تلعب في الفترة الاخيرة دورًا جامعًا على الصعيد الوطني ما ادى الى انحسار دور هيئة علماء المسلمين (الجماعة ركن اساسي فيها) بشكل كبير، وهنا يطرح السؤال، هل الوقت مناسب لوضع العصي في الدواليب؟
3- الجماعة حشدت لمنع مرعب من احياء ليلة القدر، ولكنها لم ترد على اتهامات ساقها بحقها احمد الاسير، والصمت المريب يدفع الناس الى طرح اكثر من تساؤل ووضع اكثر من علامة استفهام.
كلمة حق اخيرة، الجماعة الاسلامية مدعوة لاعادة حساباتها، فالوقت ليس مناسبًا لتصفية الحسابات، واذا كانت الجماعة مصرة على مقاطعة مرعب باعتباره مؤيدًا للسيسي، فعليها اذًا قطع علاقاتها مع معظم الاطراف السياسية في لبنان، وكامل الدول العربية باستثناء قطر، ودول العالم ما عدا تركيا وذلك بسبب علاقاتهم مع الدولة المصرية.