وصف رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب الأب ​ابراهيم نصير​ ما أسماها بـ" ممارسات المسلحين بحق أهالي حلب" بأنّها "وصمة عار على جبين الأمم المتحدة" خاصة وانّهم باتوا يستخدمون "وسائل غير انسانية، بحيث قطعوا المياه عن المدينة لأكثر من 26 يوما كما تعمدوا قطع الكهرباء وخدمة الانترنت بالكامل".

وأشار نصير، في حديث لـ"النشرة"، الى أن "هؤلاء المسلحين لم يتوانوا عن استخدام أي وسيلة للضغط على الشعب السوري وحكومته"، لافتا الى ان "عمليات القصف لم تتوقف والقذائف تستمر بالانهيار على مناطق سيطرة النظام".

أما الوصول لمرحلة يتم فيها المس بحاجات الناس اليومية، فاعتبر نصير أنّ "هذا امر غير مقبول على الاطلاق وتتحمل مسؤوليته الامم المتحدة والدول التي تدعم هؤلاء المسلحين".

بعض أهالي حلب غادروها خوفا

ولفت نصير الى أن أهالي ​مدينة حلب​ اضطروا أخيرا لحفر الآبار لتأمين حاجتهم من المياه، موضحا أن الكنيسة التي هو قيّم عليها قامت ايضا بحفر بئر لتوزيع المياه على اهالي حلب.

واستبعد نصير نجاح المسلحين بتحقيق هدفهم المعلن بالسيطرة على كل مدينة حلب، قائلا: "ثقتنا بالله وبجيشنا كبيرة ولا نعتقد أنّهم سينجحون يتحقيق مخططهم الاجرامي".

وأضاف: "لا شك أن هناك حالة خوف بين السكان من هذا المخطط وما قد يؤدي اليه، وهو ما انعكس بمغادرة بعض السكان حفاظا على حياتهم، الا ان جزءا منهم رحلوا ومن ثم عادوا ونتوقع ان يعود المزيد منهم عندما تهدأ الأمور قليلا لأن أهالي المدينة متمسكون بأرضهم ومستعدون للمقاومة حتى آخر نفس".

ثلثا المسيحيين باتوا خارج سوريا

ونقل نصير عن أحد المطارنة قوله أن "ثلثي المسيحيين باتوا خارج سوريا"، أضاف: "لكننا هنا لا نعير الكثير من الاهمية لهذا الموضوع باعتبار ان الملايين من السوريين باتوا خارج سوريا كما أنّ ملايين آخرين باتوا مهجّرين داخل وطنهم... فما يصيب المسيحيين يصيب كل مكونات المجتمع السوري".

وشدّد نصير على أن "من يغادر أرضه يفقد جزءا من تاريخه وهويته ولذلك نحن نشهد يوميا على عودة عائلات حلبية الى أرضها بعد اقتناعه بتعذر العيش خارجها، ونراها تتمسك بها بالرغم من كل المخاطر المحدقة بها".