وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي قاد المفاوضات مع الغرب في ملف النووي، سيكون في بيروت غداً الثلاثاء ليومين، ليُناقش مع المسؤولين اللبنانيين في أوضاع لبنان والمنطقة بعد الإتفاق النووي.

كما ان رئيس الحكومة تمام سلام سيكون بعد غد الاربعاء في الاردن لترؤس وفد لبنان إلى الإجتماعات السنوية للهيئة العليا المشتركة اللبنانية - الاردنية، ويُتوَقّع أن يلتقي الملك عبد الله الثاني ليعود مساء وليرئس الخميس جلسة مجلس الوزراء.

إذاً لا شيء ميدانياً وفق ما هدد به العماد ميشال عون، إلاّ بعد مغادرة ظريف بيروت وبعد عودة الرئيس سلام من الاردن، أي اعتباراً من الخميس المقبل، لكن السؤال الكبير هو: ما هي حدود هذا التحرك؟ وما هو أفقه؟ والى أين يمكن أن يؤدي؟

رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون يُجيد ما يمكن تسميته الاقتراع بالأقدام أي النزول الى الشارع، هذا ما خبره في العامين 1989 و1990 أيام قصر الشعب حين كان مناصروه يتوجهون الى قصر بعبدا ليخطب فيهم. تلك التحركات لم توصل الى النتيجة التي أرادها العماد عون، إذ تقاطعت المصالح الدولية مع الإعتبارات الداخلية، ما أدى الى قصف قصر الشعب صباح 13 تشرين وخروج العماد عون بالدبابة الى السفارة الفرنسية.

اليوم لا يمكن القول ان التاريخ يُعيد نفسه، بل ان بعض المعطيات تُستعاد فيما المعطيات الأخرى مختلفة. فمن المعطيات المستعادة ان العماد ميشال عون ما زال قادراً على تحريك الشارع، وقد أجرى بروفا على ذلك منذ اسبوعين لكن النتيجة ان مجلس الوزراء لم يرضخ للشارع وبقي على أدائه.

ومن المعطيات المستعادة ان العماد عون قادر على تكبيل مجلس الوزراء في ظل استمرار الخلاف على آلية عمل مجلس الوزراء.

***

في المقابل فانه في أكثر من موقع لا يمكن القول إن التاريخ يُعيد نفسه للأسباب التالية: العماد عون أصبح رئيساً لتكتل نيابي ولم يعد قائداً للجيش.

المعطى الثاني ان حليفه في مجلس الوزراء لم يرفض رفضاً قاطعاً قرارات وزير الدفاع لأنه لو شاء رفضها لكان أبلغ مَن يعنيهم الأمر انه لا يقبل بها ولكانت التطورات اتخذت مساراً مختلفاً. هنا يدعو المخضرمون العماد عون الى التبصر في حقيقة المواقف ولا سيما مواقف الحلفاء، قبل الإقدام على أي خطوة.

في هذا السياق فان الحليف الثاني للعماد عون، النائب سليمان فرنجيه لا يؤيد تحريك الشارع وهو في الأساس موجود خارج لبنان في إجازة حتى آخر هذا الشهر، وعليه فان التحرك على الأرض سيقتصر على مناصري العماد عون.

***

لا يعني هذا الكلام تقليلاً مما يمكن أن يقوم به الجنرال، ولكن السؤال الذي يمكن أن يطرح نفسه: كيف سيكون هذا التحرك في ظل الأزمات المتراكمة التي تهدّ عزيمة المواطن؟ فالخميس المقبل، اذا كان هو الموعد المفترَض للتحرك، ستكون النفايات قد تحوّلت الى جبال، فكيف سيتحرك المعتصمون والمتظاهرون وسط هذه الجبال؟