مرّ أكثر من شهر على بدء أزمة ​النفايات​ التي افترشت شوارع العاصمة بيروت وجبل لبنان، ومذاك الوقت يجري الحديث عن حلول لم ترَ النور حتى الساعة. في الاسابيع الماضية وبعد تعذر جمع النفايات في أماكن معينة، وعدم القدرة على تصديرها الى الخارج بحسب ما أكد مؤخراً وزير الصحة وائل أبو فاعور، عاد الكلام مجددا عن إستحداث المطامر الى الواجهة وليتقدم على بقية الحلول...

نفايات العاصمة بالكرنتينا

انتشرت مؤخرا معلومات تشير الى اتفاق قام به وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع اتحاد بلديات عكار لنقل نفايات العاصمة بيروت الى منطقة سرار الشمالية واستحداث مطمر هناك. وفي هذا السياق يؤكد رئيس بلدية بيروت ​بلال حمد​ لـ"النشرة" أن "لا معلومات لديه حول هذه المسألة"، مشيراً الى أن "البلدية تجمع نفايات العاصمة وترميها في قطعة أرض تملكها في الكرنتينا وهي قدّمت مجموعة اقتراحات منها التصدير الى الخارج وجميعها بيد الحكومة".

لاستحداث مطامر سريعا

أما رئيس لجنة الأشغال النيابية النائب ​محمد قباني​ فيكشف أنه سمع كلاما عن احتمالات عديدة للتخلص من النفايات، وقد عُرضت في إجتماعات بين رئيس الحكومة تمام سلام ووزير البيئة محمد المشنوق ووزير الداخلية نهاد المشنوق، إحداها ترتكز على إيجاد مواقف للنفايات أو وضعها في بواخر في عرض البحر، إلا أنه رأى أن "هذا الحل غير وارد ولا يمكن تطبيقه"، لكنه يؤكد في المقابل أن "الشركات ستبدأ بالعمل بعد فضّ عروض النفايات ولكنها تحتاج الى مهلة تتراوح بين ستّة أشهر وسنة للبدء بالعمل الفعلي وفي هذه الفترة نحتاج الى حلول مؤقتة"، مشددا على "ضرورة إيجاد مطامر صحيّة على الفور لاستيعاب النفايات"، لافتاً الى أن "هناك مطمر في منطقة "سرار" العكارية يتحضّر لاستقبال النفايات كذلك يمكن اعادة فتح ​مطمر الناعمة​ لفترة وجيزة على أن يستقبل كميّة بسيطة من النفايات اضافة الى استحداث مطامر في مناطق أخرى بالاتفاق مع البلديات وهذه يمكن أن تكون إحدى الحلول".

التاريخ يمنع المطامر

بدوره يرى الخبير البيئي ​زياد أبي شاكر​ أن "التاريخ يمنع الحديث مجددا عن سياسة المطامر لأن الأهالي سترفض ذلك تلقائيا"، لافتا الى أن "لنا تجربة طويلة مع المطامر، فمطمر برج حمود أقفل منذ العام 1997 واستحدث مطمر الناعمة على خلفية اقفاله"، مؤكدا أن "كل هذه المطامر لم تكن صحيّة ولم تتم معالجة تلك النفايات فيها"، مشددا على اننا "نعيش في هذه الازمة نتيجة مطمر الناعمة".

إذا اردنا الحديث عن مطامر صحية فيجب أن نمنع عنها المواد العضوية. هذا ما يؤكده ابي شاكر، مشددا على ضرورة "تسبيخ المواد العضوية التي تخرج منها الروائح والغاز لأنها تختمر بطريقة لا هوائية في حال رميها بطريقة عشوائية وعدم معالجتها"، لافتا الى أن "العوادم فقط تطمر وقد طورنا تقنية تسمح لنا بعدم طمر حتى هذه المواد بل تحويلها الى مواد نستعملها لصنع الكراسي وغيرها".

ويوضح أبي شاكر أن "الطمر خطير حتى ولو عالجناه بطريقة سليمة لأنه مع مرور السنوات فإن عصارة المواد العضوية ستتسرب الى المياه الجوفية وستؤذي الأتربة". مشيرا الى أن تخمير المواد العضوية يجب أن يسبق استحداث المطمر حتى يكون صحياً، وعندها لا يعود مؤذياً للسكان أو الناس".

مع مرور الوقت يزداد الحديث شيئا فشيئا عن استحداث المطامر للنفايات ليبقى السؤال: هل سيقبل أهالي الناعمة باعادة فتح المطمر هناك ولو مؤقتاً؟ وماذا سيكون موقف اهالي بلدة سرار من استحداث مطمر في بلدتهم؟!

تصوير تلفزيوني يورغو رحال