غادرت النائبة بهية الحريري إلى فرنسا لزيارة ابن شقيقها، الرئيس سعد الحريري، الذي يمضي إجازته في الجنوب الفرنسي. ونقلت مصادر في المدينة أن للزيارة دافعين مستجدين: تداعيات توقيف أحمد الأسير، والتداعيات المحتملة لما يُحكى في المدينة عن نية شركة الشيخ سعد «سعودي أوجيه» صرف آلاف الموظفين، من بينهم مئات اللبنانيين.

نائبة صيدا وحارسة إرث آل الحريري السياسي في مسقط رأس العائلة، أكثر من سيتضرر من قرار الشركة، إذ إن غالبية الموظفين الذين يُخشى صرفهم من صيدا وإقليم الخروب. وهؤلاء هم من القاعدة الشعبية الحريرية، الذين كوفئوا أو كوفئت عائلاتهم بتأمين وظائف لهم في السعودية، كرد جميل لولائهم السياسي وللتصويت لمصلحتهم في الإنتخابات البلدية والنيابية.

هذه ليست المرة الأولى التي تعيش فيها صيدا قلق الصرف من أوجيه. في السنوات الأخيرة، عاد عشرات المصروفين الذين استغنت الشركة عن خدماتهم بسبب أزمتها المالية. التأخير في دفع الرواتب الشهرية أثّر في أوراق الإقامة الخاصة بالموظفين وعائلاتهم. فالنظام في السعودية يشترط استيفاء الرواتب والمستحقات لصاحب الإقامة عبر المصارف.

ولما كان الراتب يتأخر بالوصول إلى حساب صاحبه المصرفي، كانت الدولة تعلق تجديد الإقامات. ما أدى إلى حجز الكثير من العائلات ومنعها من الخروج من المملكة، أو من الرجوع إليها.

لكن الأزمة الحالية تبدو أشد. العدد الذي يُحكى عنه هذه المرة كبير، قد لا تحتمل سيدة مجدليون تداعياته. وهي في السنوات الأخيرة تعاني أزمتها المالية الخاصة. اضطرت إلى إيقاف «المساعدات الرمضانية»، وعلى مدار السنة، والدعم الصحي لمناصريها. حتى إنها حصرت إلى حد كبير ولائم الإفطار والحفلات الشعبية التي كانت تعقدها في مجدليون. أزمة الرواتب لحقت بموظفي «فيلا الست»، الذين تأخرت رواتبهم في الفترة الأخيرة أربعة أشهر. فماذا عساها تفعل هذه المرة لمراضاة المتضررين وامتصاص نقمتهم؟ بدأت أوساطها تروج لمساعيها التي تبذلها مع الشيخ سعد. «بسبب حرصها وخوفها على الناس، لم تتوان عن السفر إلى فرنسا للتوسط لهم» يقولون. نجحت في المرات الماضية في تأجيل صرف البعض، لكن المصادر ترجح صعوبة مهمتها حالياً. الأزمة المالية بلغت ذروتها. وسوء حظ «سعودي أوجيه» أطال أمد العدوان السعودي على اليمن، الذي يجبر المملكة على حصر نفقاتها ويؤخر دفع مستحقاتها من مشاريع نفذتها لمصلحتها.

من هنا، تتوقع الست بهية الأسوأ. سابقاً كانت تحرص على استقبال عائلات المصروفين أو المهددين بالصرف شخصياً أو توفد لهم مساعديها. يرجح أن تكرر أسلوبها في استقبال الناس وإطلاق الوعود على مسامعهم بالسعي لحل القضية. ولحسن حظها أن الصيداويين لا يزالون مشغولين بتداعيات توقيف الأسير واعترافاته، وتورط عدد من أبناء المدينة معه. والأخبار الآتية من السعودية لم تنتشر بعد.