ذكرت وكالة "مهر" الايرانية ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قام بالالتفاف على النتائج البرلمانية التي جرت قبل ثلاثة اشهر، واعلن اعادة الانتخابات على أمل تحقيق امنيته في تعزيز سلطته الفردية، الا ان اردوغان وبسبب سياساته المغامرة في المنطقة يجب عليه ان يستعد لتقبل هزيمة اخرى. فالثمن الاقتصادي والسياسي الذي دفعته تركيا في الحرب الدائرة في سوريا وتدفق النازحين السوريين الى الاراضي التركية ودعم تنظيم "داعش" الارهابي قد زعزع الاقتصاد التركي وهذا يعتبر موطن ضعف رجب طيب اردوغان.

ولفتت الوكالة الايرانية الى ان للرئيس التركي لم يكترث لجميع النصائح التي وجهها له الحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية،ودفع تركيا الى اعادة الانتخابات البرلمانية المقرر اقامتها في الاول من تشرين الثاني المقبل، ويأمل اردوغان ان يحصل حزب العدالة والتنمية على الاغلبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد ثلاثة اشهر. الا ان جميع المؤشرات تدل على ان توقعات اردوغان لن تتحقق، الا اذا قام بالتلاعب بنتائج الانتخابات، وفي تلك الحالة ستواجه تركيا تظاهرات احتجاجية واسعة، وتشير التوقعات الى ان اصوات حزب الشعب الجمهوري ستزيد في الانتخابات المقبلة، وربما يتصور اردوغان من خلال زيادة اصوات حزب الشعب الجمهوري، فان اصوات حزب الشعوب الديمقراطي الذي يدعم اكراد تركيا ستنخفض الى اقل من عشرة بالمائة ولن يتمكن بذلك من دخول البرلمان، وهذا ما يعتبره اردوغان نصرا له، ففي الانتخابات التي جرت في 7 حزيران حصل حزب الشعوب الديمقراطي على معظم اصواته من الاكراد الذين كانوا قد صوتوا في الانتخابات السابقة لصالح حزب العدالة والتنمية وفي المدن الكبيرة صوت المثقفون اليساريون لصالح حزب الشعوب الديمقراطي حتى ان نسبة اصواته في مدينة اسطنبول تجاوزت اصوات حزب الحركة الوطنية.

اضافت الوكالة الايرانية "اذا تمكن حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات الاول من تشرين الثاني من تجاوز نسبة العشرة بالمائة ودخل البرلمان التركي فانه ذلك سيعتبر خسارة فادحة بالنسبة لاردوغان، فالعديد من الناشطين السياسيين الاتراك يعتقدون ان عدم قبول اردوغان بتشكيل حكومة ائتلافية، واعلانه اعادة الانتخابات يعد انقلابا غير عسكري، من الممكن ان يؤدي في حالة فشله في انتخابات الاول من تشرين الثاني الى انقلاب اكثر علانية وبدء الاضطرابات في تركيا، وفي هذه الاثناء فاذا كانت السياسة العالمية تتوجه الى انهاء الحرب في سوريا من جهة ومن جهة اخرى اذا تحقق تقارب الغرب وخاصة اميركا مع ايران فانه بالتالي سيؤدي الى عزلة الرئيس التركي وخسارته بسبب فشل سياساته في داخل تركيا وفي المنطقة، فالنفقات الاقتصادية والسياسية الناجمة عن حرب سوريا وتدفق آلاف اللاجئين السوريين الى تركيا، ودعم عصابات "داعش"، قد ادت الى تدهور الاقتصاد التركي، وهذا ما يعتبر نقطة ضعف الرئيس التركي اردوغان".