أتمّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري كامل الاستعدادات للبدء بالحوار الذي دعا اليه. هو تلقى دعماً داخلياً وخارجياً واشادات بتلك الخطوة. حين تسأل بري عن مقاطعة حزب "​القوات اللبنانية​" ل​طاولة الحوار​، يكرر رئيس المجلس الربط بين موقف رئيس "القوات" ​سمير جعجع​ وعدم مشاركة الاخير في الحكومة. وفي حال اعلان طرف إضافي غير "القوات" رغبته في مقاطعة الحوار، يقول بري: "سأبادر شخصياً حينها الى التأجيل، فأنا لم أدع الى هذا الحوار من اجل بيت بيي، وانما اردت ان نتحاور ونتشاور للوصول الى حل لأزماتنا".

كيف سيكون التعاطي خلال الجلسة؟ هل بروح انفتاحية مسؤولة للوصول الى حلول؟

الأسئلة تُطرح بإنتظار ترجمة النوايا السياسية. هنا يختصر راعي الحوار المعادلة امام زواره بجملةٍ معبّرة جداً: "اذا أراد البعض أن يدخل الى الحوار وفق مقولة: صباح الخير يا أقرع، سيكون هذا الأمر باب المشكلة. فالمسألة ليست 8 أو 14 آذار، وانما حوار وطني يستهدف ايجاد حلول للأزمات".

وحول حسبة الأكثريات على الطاولة يقول بري: "لا تصويت في جلسات الحوار والمقررات ستكون بالتوافق".

رئيس المجلس كان حريصاً جداً على عدم تضمين جدول اعمال الحوار أي بند يمكن ان يشكل تدخلا في صلاحيات مجلس الوزراء، ولهذا السبب ابتعد بري في هذا الجدول عن القضايا الخدماتية التي هي من اختصاص السلطة التنفيذية.

يؤكد راعي الحوار انه سيعرض موضوع الرئاسة اولا، فإذا لم يحصل الاتفاق، يجري الانتقال الى بند آخر، "من يعلم ربما نتفق على ​قانون الانتخاب​ات ونحقق اختراقاً من خلاله". يشرح بري اهمية اعتماد قانون النسبية، يستفيض بالحديث عن ايجابيات النسبية. "حركة أمل" و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" يدعمون صيغة النسبية رغم خسارتهم المتوقعة لمقاعد نيابية في حال اعتمادها، لكنهم يربحون برلمانا يمثل كل شرائح المجتمع، "فالاتفاق على القانون الانتخابي يساعد في أشياء كثيرة بحيث نجري انتخابات على اساسه وننتخب بعدها فوراً رئيس الجمهورية، وفي هذه الحال لا يكون للخارج أيّ تأثير في هذا الاستحقاق".

يذكّر بري مجدداً ان نسبة نجاح الحوار تتراوح بين الصفر والمئة، "فإذا فشل الحوار لن يكون فشلاً لنبيه بري بل للجميع". رغم ان رئيس المجلس توقع ان "يؤثر مشهد الحوار على بلدان المنطقة ويدفعها الى مساعدتنا، فهذا الحوار سيكون دافعا وحافزاً للدول كي تأخذ نموذجاً يُحتذى به في العالم العربي، لأن الدول التي تعاني من حروب وإقتتال لا يوجد فيها مثل هذا الحوار. هنا يشير بري الى ان معلوماته تتحدث عن ان الإيرانيين متحمسون للحوار مع السعودية.

لا يغيب الحراك عن المواضيع التي تُستحضر امام رئيس المجلس. يقول بري "ان هناك مجموعة واسعة من الشرفاء الذين يرفعون مطالب محقة، وقد يرتكبون أخطاء بريئة في سياق تحركهم. وهناك فئة ثانية من اصحاب العلاقة العلنية مع الأميركيين وهم معروفون بالأسماء". يروي بري هنا كيف فاتح السفيرَ الأميركي ​دايفيد هيل​ بالأمر اثناء زيارته عين التينة مع مساعد وزير الدفاع الأميركي، يومها لم ينكر السفير الاميركي علاقة هؤلاء بالسفارة، "لكنه اكد ان لا قرار اميركي بدفع الشباب للتحرك".

وعن تعليقه على التظاهرة المرتقبة الأربعاء المقبل تزامناً مع الحوار، يقول بري: "انا لا اعتبر نفسي مُحاصراً، بل انني على استعداد للمشاركة مع المتظاهرين، فالذي يطرحونه حق، ونحن في حركة امل عندما تحركنا مع الامام موسى الصدر ضد الحرمان كانت المطالب أقل من الآن".