لفت مصدر درزي مؤيد للنظام السوري لصحيفة "الجمهورية" عن مداولات تقضي بإلحاق السويداء بإمارة "النصرة" في درعا، وبرعاية أردنية، فهناك، في غرفة الموك ضباط خليجيون وأميركيون ومن دول إقليمية أخرى. وهؤلاء يقدّمون الدعم اللوجستي ويتولون تحضير الأرضية لتتمكّن "النصرة" من بناء حزام يمتدّ من الحدود الأردنية إلى وادي اليرموك فالقنيطرة.
وسمى المصدر الدرزي عميداً فاراً من الجيش السوري هو فرج المقت منخرطاً في هذه الأنشطة، إضافةً إلى ضابط درزي أردني من آل الأعور، مشيراً الى إن الشيخ موفق طريف هو الذي نَقل من الأردن الرسالة التي تتضمّن شروط "النصرة" إلى دروز جبل العرب.
وأشار الى ان "الشيخ وحيد البلعوس لم يكن في البداية مهتماً بلعِب دور سياسي. ولكنه، مع بدء الحرب في سوريا، بدأ يعترض على سلوكيات بعض الأمنيين العاملين في جبل العرب. فهؤلاء كانوا يرتكبون تجاوزات شبيهة بتلك التي كان يرتكبها الأمن السوري في لبنان"، مضيفاً "هذا الموقع الاعتراضي بدأ يَدفع بالبلعوس إلى البروز. وحوَّله تدريجاً مرجعية سياسية في السويداء، ولاحقاً، عندما وَقعت الإشكالات بين دروز السويداء وسنة درعا، نشَأت حُكماً اتصالات بينه وبين "النصرة"، وتوَصّل معها إلى تعهّدات متبادلة بعدم اللجوء إلى الخطف المتبادل".
وكشف المصدر أن "النصرة"، مع اندلاع معركة التعلة، وعَدت الشيخ البلعوس بتسليمه المطار العسكري والسويداء بعد السيطرة عليهما. لكنّه رفض أن تقوم "النصرة" باحتلال المنطقة، وأبلغها أنه مضطر إلى قتالها لمنعِ سيطرتها على الجبل. فقد رفَض أن يكون "حصان طروادة" في الجبل"، مؤكداً ان "البلعوس لم يكن معادياً للرئيس السوري بشار الأسد بمقدار ما يتمّ تصويره بعد الاغتيال، فهو كان يوجه انتقادات إلى بعض الدائرة المحيطة بالرئيس، لكنه بقي يؤمن بأنّ الدروز هم جزء من الدولة السورية الواحدة".
وأكد المصدر بأن ا"لذي يقف وراء الاغتيال ليس النظام السوري. ويبرِّر ذلك بالقول: إنّ 90 بالمئة من دروز سوريا ليسوا معادين للنظام، ليس لاعتباره نظاماً، بل لاعتباره رأسَ الدولة، فالدروز مع الدولة لا النظام"، معتبراً ان "من اغتالَ البلعوس يدرك أن التفاعلات الدرزية الناتجة عن العملية ستكون كبيرة وتتفاقَم، وهو لذلك أتبَع الإنفجار الأوّل بانفجار ثانٍ على باب المستشفى، ما أدّى إلى تكبير حجم الكارثة".
واتهم المصدر جبهة "النصرة" بالاغتيال، مضيفاً "حاولَت الجبهة استيعابَ البلعوس، وعندما يئسَت من محاولاتها، عمدَت إلى إزاحته وزرعِ الشكوك في النظام لإثارة النقمة الدرزية عليه، لعلّها تصيب عصفورين بحجر واحد".
وشرح المصدر ملابسات اتّهام وافد أبو ترابة بتنفيذ الاغتيال، مشيراً الى ان لهذا الرجل له ارتباطات أمنية معيّنة مع خصوم النظام. وهو اعترفَ بجريمته أمام أشقّاء البلعوس، وأمام مشايخ العقل الثلاثة: الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع والشيخ حكمت الهجري، وأمام الشيخ ركان الأطرش، المرجعية الدرزية الروحية الأرفع في الجبل، مضيفاً "ليس من عادة المشايخ الدروز أن يَخافوا قولَ الحقيقة لو لم يَقتنعوا بها. وهذا ما يبرر أطلاقَ الشيخ ركان، في 5 أيلول الجاري، أي بعد الاغتيال، حرماً يعتبر فيه أن كل درزي يقوم باعتداء على الجيش السوري يكون مقطوعاً من دينه".
وكشف المصدر أن "مراجع أمنية لبنانية تتداوَل معلومات مفادُها أبو ترابة مر في بيروت، في 24 آب الفائت، آتياً من تركيا. ومنها توَجه إلى منطقة بقاعية محدّدة، قريبة من جبل الدروز، ثمّ غادرَ إلى السويداء حيث نفَّذ العملية في 4 أيلول".
