أهلي الشرفاء في البقاع... منذ فترة والمفاوضات تجري تحت الطاولة، الى ان خرجوا الى العلن بحل أزمة النفايات على حساب البقاع وعكار، الحلقتين الأضعف بين جهات الوطن الأربع.

أهلي البقاعيون.. هناك من سيقول لكم غير ذلك، ولكنّ المؤامرة رست على البقاع وعكار بغطاء اللامركزية وعبارات الحكومة الذكية لتكون سلسلته الشرقية خزان النفايات الأبدية.

أهلي الشرفاء.. ان نواب المنطقة حدث ولا حرج، وأنتم تعرفون حق المعرفة أنهم لا يمثلون فعليا أكثر من 30% من عدد سكان البقاع وأنهم فرضوا علينا تحت شعارات وحجج لا تصرف في العقل البشري الطبيعي، وانا هنا لا أقصد الاساءة لأحد ولا أتكلم من خلفيات عشائرية او عائلية او غير ذلك، انما كمواطن لبناني بقاعي غاب عن أهلي الإنماء وحضر الإهمال ومسك شعبي من أمعائه ليبقى مطواعا. إن وجود نواب المنطقة في الدولة هو كغيابهم لا بل وجودهم أسوأ من غيابهم لأن عملهم التصفيق وغب الطلب، متواطئون على المنطقة يمررون صفقات والضحية دائما البقاع وذلك من أجل الحفاظ على مواقعهم التي نعرف كيف وصلوا اليها وتمسكوا بها، وما عليكم الا ان تسألوا هؤلاء سؤالين:

-الأول "ماذا فعلتم للمنطقة واقعيا وليس نظريا وتفلسفيا؟"

-الثاني "من أين لكم المكشوف والمستور والمنقول والمودوع؟"

يا أهل البقاع... لا تصدقوهم اذا قالوا لكم إن وجود مطامر النفايات في منطقتكم يحمي المقاومة وظهرها، فحجارة البقاع وشبابها يقاومون الدهر. ويا اخوتي اذا قالوا لكم "من يقف بوجه افشال هذا المشروع هو عميل امبريالي او صهيوني او من شيعة السفارة ويأتي لكم بنظريات تتحدث عن علاقة إنهيار الاتحاد السوفياتي بمطمر الناعمة وعلاقة هذا بسبب وجودنا". إذا اتهمتم بهذا فلا تأخذكم في الحق لومة لائم وواجهوا وانتم الشجعان الاقوياء بالحق.

يا اهل البقاع، يا اهل النخوة والطيبة.. ان كل من يقف بوجه هذه الخطة لاجهاضها هو انسان وطني شريف. فكروا بمستقبل اولادكم وانظروا الى الأمام، الى هناك حيث الأمل. لا تتقاعسوا فتورثوا أولادكم عناء التخلص من نفايات كل الوطن على مختلف اشكالها، فما ينتظرهم في المستقبل ربما أسوأ مما هم عليه اليوم.

أهلي الشرفاء... مع كل أزمة وطنية يخترعون للبقاع خزانا جديدا وكأنه مكتوب على أرضه أن تفرغ من شبابها ومثقفيها كما فرغت من خيراتها وثرواتها وان يجنحوا الى حمل السلاح وارتكاب المخالفات والعيش بعيدا عن الحياة المدنية والرفاهية لأسباب يعلمها البقاعيون في قرارة أنفسهم حق المعرفة، والمعادلة الظالمة ستة وستة مكرر تقف عند مشارف ضهر البيدر.

إخوتي.. أين الوعود الكثيرة بالانماء؟ أين الجامعات؟ أين المستشفيات؟ أين المؤسسات الحكومية؟ أين المشاريع المائية والزراعية؟ هل اصلاح طريق بتمويل ايراني ينسينا كل مستقبلنا؟ الا يستحق شعبنا الحياة بكرامة والامام موسى الصدر من قال ليس في العالم شعب صغير وشعب كبير بل شعب يريد الحياة وشعب لا يريدها؟

أهلي البقاعيون من مختلف العائلات العريقة والمذاهب، يا من قاومتم كل الاحتلالات التي مرت على لبنان، لا تنجرّوا وراء عواطفكم وتؤخذوا ببعض الخطابات والشعارات التي تستعمل فيها عبارات تدغدغ مشاعرنا وتطرب عقولنا لتمرير مشاريع مشبوهة، فالسياسة المتبعة في المنطقة بدأت تتكشف فصولها تباعا ويجب ان نقف جميعا بوجهها بالكلمة والقول والعمل.

واختم برسالة الامام الصدر لاهالي بعلبك الهرمل: إذا غابت الدولة عنكم وانهارت بسبب إملاق من أخلاق، وإفلاس من رؤيا، ومات القيّمون عليكم فهل تغيبون أنتم عن أنفسكم؟ وأقول أخيرا بين سطوري رسائل حسنة فضعوها في بريدها ولا تحمّلوها اكثر مما تحتمل.