شددت مصادر سياسية في قوى الثامن من آذار على أنّ "أحداً لم ولن يفرض المؤتمر التأسيسي بالقوة على أحد، وأنّ عنوان مثل هذا المؤتمر هو "التوافق" أولاً وأخيراً، وأنّ شيئاً لا يمكن أن يُقَرّ إذا لم يتمّ الاتفاق عليه بين جميع الأفرقاء.
واسهجنت ان "يتمادى المستقبليّون وغيرهم في توصيف المؤتمر التأسيسي وكأنّه مشروع حزب الله حصراً، في حين أنّ القاصي والداني يعلم أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لم يكن أول من طرحه على الطاولة، بل أنّ الفرنسيين كانوا أول من تحدّثوا عنه، علمًا أنّ حزب الله أخرج الموضوع من التداول بمجرّد أن رأى السلبيّة في التعاطي معه من قبل مختلف الأفرقاء، وذهاب البعض لحدّ الزعم أنّ الهدف منه تكريس المثالثة بدل المناصفة".
ولفت المصادر في حديث إلى "الديار" إلى أنّ كلام النائب طلال أرسلان وغيره الداعي لمثل هذا المؤتمر لا يمثل جريمة وهو يعود أولاً وأخيرًا للحقيقة التي أوردها أرسلان في تصريحه واجتزأها الكثيرون، ألا وهي أنّ هذا النظام السياسي سقط بكل المعايير، وهو ما يفترض أن يكون قد أصبح مسلّمة بديهيّة في ضوء الأزمات المتلاحقة التي وقعت فيها البلاد، والتي تبيّن أنّ المشرّع لم يضعها في الاعتبار عند صياغة الدستور، سواء بالنسبة للأمد المفتوح لتشكيل الحكومات، أو إمكانية دخول البلاد في فراغٍ كاملٍ على مستوى رئاسة الجمهورية وغيرها".