رأت السفيرة الاسبانية في لبنان ​ميلاغروس هيرناندو​ أن اللاجئين لم يعودوا مشكلة لدول الجوار فقط، بعدما باتوا في الشوارع الأوروبية، مشيرة إلى أنه "في السنوات الأولى على اندلاع الأزمة السورية، نزح اللاجئون إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق"، ولافتة إلى أن "ما ينقص الإتحاد سياسة أوروبّية مشتركة تجاه مسألة اللجوء والهجرة".

وخلال حديث صحفي، لفتت ميلاغروس إلى أن بلادها ستستقبل 30 ألف لاجئ وفق نظام حصص التوزيع الذي اقترحته المفوضية الأوروبية، لكنهم لن يكونوا من دول الجوار السوري، مشددة على ضرورة معالجة جذور مشكلة النزوح عبر حلّ سياسي للأزمة السورية.

وعن دعوة وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل غارسيا مارغايو الى التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد على وقف النار، أكدت هيرناندو "ان وزيرنا كان في بروكسل في إجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين قبيل توجّهه إلى طهران وقد اقترح التحدث مع النظام، لكنّ تركيا والسعودية ترفضان ذلك"، مشيرة إلى أن "علينا التحدث مع النظام السوري وليس الرئيس السوري بشار الأسد بصفته قائداً سياسياً"، موضحة أن المفاوضات هدفها إيجاد حل.

وأكدت أن الأوروبيين ليسوا وحدهم معنيون بالدفع في اتجاه الحل في سوريا "فالروس عليهم مسؤوليات تجاه النازحين"، مشيرة إلى أن موسكو تدرك أنّ الحل السياسي قريب وستدعمه.

وأعربت عن تخوفها من دخول إسلاميين راديكاليين إلى أوروبا أثناء الهجرة إلى أوروبا، متسائلة " كيف تتخيّلون تحوّل فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها ليست مسلمة أو عربية الى الإسلام الراديكالي، لا شك أنّها كانت مجنونة".

لبنانياً، رأت هيرناندو أنّ "زيارات القادة الأوروبيين إلى بيروت تندرج في سياق التحضير لإجتماعات الجمعية العامة في نيويورك وما بعدها، وليست رسالة لموسكو بأنّ الدول الغربية تمسك بالساحة اللبنانية، في مقابل نفوذ روسيا وإيران في سوريا"، لافتاً إلى أن "رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أراد تكوين أفكاره الخاصة ومفهومه لما يجري في لبنان، فهو يريد فهم الحاجات لما يجري هنا، من دون إغفال الأزمة المؤسساتية التي تعوّق إنتخاب رئيس".

وأملت أن يتم انتخاب رئيس في لبنان "بعدما أوصل القادة اللبنانيون رسالة الى المجتمع المحلي والدولي بأنّهم غير قادرين على متابعة حياتهم اليومية"، مطالبةً القوى السياسية مساعدته لأجل مصلحة المجتمع اللبناني.

وعن الحوار، رأت سفيرة إسبانيا أنّ "مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار أمر إيجابي على رغم أنّ ما خرج حتى الساعة ليس ناجحاً كثيراً لكن على الأقل وضع القادة أوراقهم على الطاولة وعليهم إدراك أنّ لديهم مسؤولية تجاه اللبنانيين"، مشيرة إلى أن "المجموعات التي تتظاهر في الشارع إجتمعت مع وزير الزراعة أكرم شهيب لثلاث ساعات، وهذا مؤشر للديمقراطية ويظهر نضوج المجتمع، وخطة شهيب من شأنها تخفيف التوتر وهي أكثر من كافية".