أشارت صحيفة "الثورة" السورية إلى أنه "منذ نحو عام تقريبا أعلنت الإدارة الأميركية وعلى لسان الرئيس باراك أوباما إستراتيجيتها المزعومة لمحاربة الإرهاب كردة فعل ممنهجة ومتوقعة على تمدد الإرهاب وتفشيه بشكل مفرط في كل الاتجاهات متجاوزا كل الحدود والخطوط، وصولا إلى عمق القارة الأوروبية التي تلقت بشكل قد يكون مدبرا في الكواليس الأميركية الصفعة الأولى من الإرهاب لإجبارها على الدخول في التحالف الأميركي لمحاربته".

ولفتت الصحيفة إلى أن "المتابع لسيرورة وتسلسل الأحداث منذ أن أعلنت الأخيرة حربها المزعومة على الإرهاب يلحظ ويكتشف على الفور أن تلك الحرب الغامضة في تفاصيلها وعناوينها لم تكن في حقيقة الأمر إلا جزءا من الخطة الأميركية التي أخذت بعين الاعتبار كيفية امتصاص واحتواء مختلف ردود الفعل الدولية والشعبية في حال انكشاف الدور الأميركي في صناعة الإرهاب، والتي يبدو الإعلان عن محاربة الإرهاب اقصر الطرق وأسرعها لاحتواء وامتصاص غضب الشارع والدول".‏

واعتبرت أن "هذا ما يفسر ويشرح إلى حد كبير سبب تأخر الولايات المتحدة في إعلان حربها على الإرهاب برغم تمدده وتوحشه واستعاره منذ اللحظة الأولى التي كشف فيها عن هويته وخططه وطموحاته التي تستهدف ليس اجتياح المنطقة فحسب بل اجتياح واحتلال العالم بأسره، إلى حين انكشاف وافتضاح الدور الأميركي في خلق الإرهاب وصناعته وعلى لسان الكثير من المسؤولين الغربيين والأميركيين (مذكرات هيلاري كلينتون ) وهو الأمر الذي اجبر الأخيرة للإعلان عن استراتيجيتها لمحاربة الإرهاب كجرعة هجومية تمتص من خلالها مختلف ردات الفعل وتقضي بها على كل الشكوك وأصابع الاتهام التي باتت تحاصرها وتحيط بها من كل اتجاه".‏

وأكدت أن "حربها المزعومة تلك لم تكن إلا مضيعة للوقت واستنزافاً لكل الحلول والمواقف والقوى الفاعلة والمتحركة على الأرض بما فيها التنظيمات الإرهابية وذلك بهدف تحقيق وضرب عدة أهداف دفعة واحدة، ولعل ابرز تلك الأهداف هو استنزاف الدول التي يستهدفها الإرهاب بشكل مباشر كالدولة السورية التي أثبتت قدرة استثنائية على الصمود في وجه المشروع الأميركي من جهة، وقدرة استثنائية على مواجهة الإرهاب على الأرض وتكبيده خسائر فادحة وإحباط كل المحاولات والخطط الرامية لإفشالها وإضعافها كدولة ترتكز وتقوم على المؤسسات الدستورية رغم ذلك الدعم اللا محدود من قبل الأميركي والخليجي والتركي والأردني للإرهاب لتحقيق أهدافه، وبالتالي يبرز الهدف الرئيس من وراء هذا الاستنزاف والمتمثل بالضغط على سورية و إجبارها على الخنوع والركوع والاستسلام، أو على الأقل دفعها إلى التسليم للجلوس إلى طاولة المفاوضات بالشروط الأميركية".‏

وأشارت إلى أن "من الأهداف الأخرى للحرب الأميركية المزيفة على الإرهاب الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة كما هو عليه لجهة الفوضى والخوف والرعب، وهذه هي البيئة الأنسب للأميركي لتثبيت أقدامه والولوج إلى كل المناطق التي كانت ما قبل ولادة وحش الإرهاب مستعصية ومستحيلة عليه بحجة محاربة ذلك الوحش أو ترويضه أو محاصرته بحسب الحاجة والمصلحة الأميركية في هذه الدولة أو تلك".

ولفتت إلى أن "احد الأهداف الأساسية لعدم محاربة الولايات المتحدة للإرهاب بشكل جدي هي استنزافه إلى ما لا نهاية ضمن الحدود المسيطر عليها، وبالتالي جعله يأكل نفسه بنفسه من الداخل دون أن يكلف الأميركي عناء محاربته بشكل حقيقي ومعلن حتى لا يكسب عداوته وكراهيته لأنه يبقى في نهاية المطاف صنيعته ومولوده الذي خرج من رحمه".‏