أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أنه مع توالي التصريحات من قادة في كثير من دول العالم حول الأزمة السورية يبدو أن شيئا ما يلوح في الأفق باتجاه تسوية يعد لها، والأرجح أن روسيا تريد فرض شروط معينة تتعلق بوضع الرئيس ​بشار الأسد​ كاستمراره لفترة معينة، مقابل القبول بحل سياسي يستند على مخرجات مؤتمر جنيف 1 الذي لم يحدد مصير الأسد بوضوح، على الرغم من أنه نص على تشكيل حكومة انتقالية من مختلف الأطراف لإدارة البلاد.

وأوضحت أنه "أن يبحث وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا أول من أمس سبل إنهاء النزاع في سوريا، ويدعو رئيس الوزراء البريطاني لمحادثات حول مرحلة انتقالية في سورية يكون الأسد جزءا من حكومتها، وتطالب برلين بتشكيل تلك الحكومة، وغير ذلك من تصريحات، فكل تلك المؤشرات تعني أن المساعي تتوجه نحو حل ينقذ الشعب السوري".

واعتبرت أن "دخول قوات روسية إلى الأراضي السورية بذريعة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي يثير كثيرا من التساؤلات حول جدية الأمر، وما إن كانت روسيا تسعى إلى حماية نظام الأسد ودعمه أو إن كانت جادة في قتال داعش، فالتحالف الدولي يؤدي مهماته والسبب الرئيس لتأخير القضاء على التنظيم الإرهابي هو محاولة تجنب المواقع التي يوجد فيها المدنيون ممن يتحصن الإرهابيون بينهم، وما دام الرئيس الروسي موجودا حاليا في الولايات المتحدة، يفترض أن ينحي الأميركيون والروس المصالح الضيقة جانبا ويتفقوا على صيغة نهائية للحل تريح الشعب السوري من معاناته".

ولفتت إلى أن "السعودية منذ بدء الأزمة السورية طالبت بحماية الشعب السوري وبذلت مع المجموعة العربية جهودا دبلوماسية كبيرة في الأمم المتحدة لإصدار قرار ملزم يسهم في إيجاد مخرج للنزاع، لكن الفيتو الروسي كان عائقا لذلك، وفي الشهرين الأخيرين تحركت المملكة بصورة لافتة في هذا الشأن، فأجرى الملك سلمان بن عبدالعزيز محادثات مع الإدارة الأميركية خلال زيارته الولايات المتحدة مطلع الشهر الحالي، وقبل ذلك كانت الأزمة السورية على رأس النقاط التي طرحت أثناء زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان العاصمة الروسية موسكو".

وشددت على أن "إنهاء تلك الأزمة صار مطلوبا بقوة، وأن يحدث بأسرع وقت خير من أن يتأخر، وكل يوم يمر يشهد مزيدا من الدمار والضحايا والمهاجرين".