أكد عضو المكتب السياسي لحزب "الشعب" ​وليد العوض​ أن الشعب ال​فلسطين​ي يخوض الان معركة حجز مكان دولة فلسطين على الخارطة السياسية والجغرافية في المنطقة، والتي يجري الإعداد لرسمها العام المقبل، خصوصًا بعد التدخل الروسي الأخير في المنطقة والرسالة الروسية و​الصين​ية الواضحة بأن الولايات المتحدة الأميركية لن تكون وحدها طليقة اليدين برسم المنطقة عامةً.

وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين، محمد فروانة، أوضح العوض أن العالم سيكون متعدد الأقطاب وستحرص ​روسيا​ والصين على تطوير العلاقات التاريخية بين الشعوب ومن ضمنها الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أنّ المطلوب من الشعب الفلسطيني في ظل عملية رسم الخارطة هذه أن يقول أنه هنا ليكون موجوداً على الخارطة السياسية والجغرافية.

مخزون كفاحي جاهز

ولفت العوض أن موجة الغضب الشعبي التي انطلقت في الضفة الغربية المحتلة و​القدس​ وغزّة، سببها عاملان أساسيان، الأول هو تصاعد اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين والتركيز في الآونة الأخيرة على القدس المحتلة و​المسجد الأقصى​، ومحاولة تقسيمه زمانياً ومكانياً الأمر الذي مس مشاعر المسلمين بشكل كامل وحث الشباب الفلسطيني للدفاع عن هذه المقدسات، ملاحظاً إن ردة الفعل جاءت من الشباب الفلسطيني لتؤكد أن الشعب لديه مخزون كفاحي يمكن أن ينفجر في أي لحظة من اللحظات.

أما العامل الثاني، فرأى العوض أنّه يكمن في الإشارات الأخيرة الواضحة في خطاب الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ في ​الأمم المتحدة​ الأسبوع الماضي، وحديثه عن تنصّل الاحتلال الاسرائيلي لكل الاتفاقات السابقة، وفتحه المجال أمام الشعب الفلسطيني لاتخاذ قرار قطع الالتزامات المترتبة على اتفاقية "أوسلو". وأضاف: "بما أنّ المفاوضات والعملية السلمية وفق الاليات التي كانت تسير عليها وصلت إلى طريق مسدود، كان لا بد أن يقول الشعب الفلسطيني أن لديه مخزوناً كفاحياً يمكن أن يستحضره من أجل الحرية والاستقلال".

إسرائيل تواجه...

واعتبر العوض أنّ "الذي شجّع الشعب الفلسطيني أكثر أن هناك مناخاً دولياً مؤاتياً يتضح من خلال تزايد التأييد لمطالب الاستفلال الفلسطيني، مع شعور سياسي فلسطيني أن العام المقبل سيشهد رسم خارطة المنطقة من جديد دوليا وإقليمياً، ورسم الخرائط يحتاج إلى إثبات وجود".

وشدد القيادي العوض على أنّ موجات الغضب المتلاحقة في الأراضي الفلسطينية، وتصاعد سخونة الهبة الجماهيرية والعمليات التي تخاض في إطار الحجارة أو السكاكين، كلها تؤكد أن الشعب الفلسطيني موجود بقوة على الخارطة وهناك حماسة متصاعدة لديه، في وقت فشلت كل أساليب القمع الاسرائيلي.

وقال العوض، "إن إسرائيل غير قادرة على إحباط هذه الموجة والمطلوب فلسطينيا مواكبة حالة الغضب واحتضانها، إضافة إلى توفير مناخ وطني مناسب لها ينقلها من منطقة الهبات الشعبية والغضب الشعبي الى منطقة الحرية والاستقلال وهذا يأتي من خلال تشكيل جبهة موحدة وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية".