لفت رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد الى ان "يوم المحامي هو يوم الحق والقانون والعدالة وفرسان الحرية، يوم لكل صراط مستقيم. وهو يوم لعنفوان كبار رجال القانون الذين ما برحت أروقة قصور العدل ترتج من وطأة أقدامهم، وبنيان نقابتي المحامين يتعالى من عظمة مرافعاتهم، تلك المرافعات التي تكللت بأحكام بإسم الشعب اللبناني تناثرت كالزهور على أجساد النزاعات الشائكة والمتشابكة".

وفي كلمة له، خلال حفل اقامته نقابة المحامين في الشمال، حفلها السنوي لمناسبة يوم المحامي في ​طرابلس​، أشار الى ان طرابلس "تسترجع قواها وهواها وعافيتها، وتخرج خروج المصارع المنتصر من حلبة الأيام السوداء العصيبة، نافضة غبار الظلم عن أهلها، زارعة بسمة الوفاء على وجوه بنيها، وقائلة لشيطان الحقد والتحاسد والبؤس والتدابير والتباغض: "أخرج مذموما مدحورا".

وتوجه الى القضاة قائلا: "يا جمع القضاة والمحامين، وأصحاب السيوف والأقلام، أقف أمامكم بقلب أمين لأرفع معكم عاليا نبراس المحامي، في يومه، يوم عيده، ويم تمجيد رسالته، وأقول لكم من هذا البيت، بيت المحامي الذي نعتبره أيضا بيت القاضي: إن القاضي والمحامي جوهرتان ساطعتان بنور العلم الصحيح، مرصعتان بالخلق الرفيع، متقدتان بالضمير النقي، متلألئتان بالأمانة والشرف، ساطعتان تحت قبة كل سماء وفي سماء كل بلد، تدوران في فلك واحد وتستقيان من منهل عذب واحد هو منهل العدل، وتتنفسان من فضاء واحد هو فضاء الحق والحرية. وإن الميدان واحد، والهدف واحد والصلة وثيقة، والروابط أوثق".

وأشار الى ان "هناك لجنة مشتركة بين قضاة حاليين ومتقاعدين ومحامين من نقابتي بيروت وطرابلس، تجتمع دوريا وتبحث في سبل التطبيق الأوفى والأسلم للقوانين الناظمة للعمل القضائي، وقد رفعت بنتيجة عملها إقتراحات متميزة سلك بعضها طريقه الى المجلس التشريعي وشكل بعضها الآخر مناسبة لقيام مجلس القضاء الأعلى ونقابتي المحامين كل من موقعه، بإصدار توصيات وتوجيهات وتعاميم تصب في خانة تذليل المعوقات العملية التي تتسبب في تأخير الفصل في النزاعات".

وشدد على ان "الوجه الأهم والأسمى للتعاون فيتمثل في الحرص المشترك على التمسك بمواثيق الشرف والسهر على ترسيخ المودات، وأن يكون القضاء سندا للنقابتين في سعيهما الى الذود عن الحريات وعن دولة القانون، وأن تكون النقابتين عضدا للقضاء في سعيه لنيل إستقلاليته التامة والناجزة".