إمتزجت حياة ​شامل روكز​ قائد ​فوج المغاوير​ المتقاعد بالتضحيات في سبيل خدمة المؤسسة العسكرية، هو الذي الذي خاض المعارك الشرسة على الجبهات وخرج منتصراً. فمن سوق الغرب، الضبيّة، وصولاً الى عبرا وعرسال وغيرها من المعارك، سطّر العميد روكز ملاحم جعلت إسمه يلمع بين جنود ​الجيش اللبناني​ وحتى بين الناس الذين لا يعرفون عنه إلا حبّه وولاءه للجيش.

معنويات العسكر أولاً

يعود العميد المتقاعد ​نصر شموني​ بالذاكرة الى الوراء ومعركة نهر البارد التي خاضها مع العميد روكز على الجبهة. ويشير الى أن "همّ شامل الأساس كان ألاّ ينكسر العسكر وتبقى معنوياته عالية وقويّة"، ويقول: "في كثير من الأحيان كانت تأتينا الأوامر بعدم إطلاق النار إلا أن العميد روكز كان يطلب منّا فتح النار في حال التعرّض لنا وكانت هذه من الأمور التي سببت له المشاكل مع قيادة الجيش آنذاك".

يملك روكز أعصاباً أقل ما يقال فيها إنها "فولاذيّة". هذا ما يؤكده شموني، لافتاً الى أن "العميد المتقاعد كان يدرس جيدا "العدو" ويعرف إمكانيات جنوده، والأهم من هذا كلّه أنه يستخلص العبر من المعركة ليستخدمها في معارك أخرى يخوضها وهذا سرّ نجاحه".

التخطيط والتنفيذ

أما ​جهاد جرادي​ وهو الذي خرج من المؤسسة العسكرية عام 1990 برتبة معاون مدرّب مغوار، فيروي قصته مع العميد روكز يوم كان آمر فصيلة، قائلاً: "كلّ المعارك التي خضناها فزنا بها لا لسبب إلا لأن العميد المغوار كان يعمل على قاعدة التخطيط ومن ثم التنفيذ وليس التنفيذ العشوائي دون دراسة وبعدها الندم".

ويشرح جرادي عبر "النشرة" كم كانت الدورات التي يخضع لها المغاوير صعبة، ويلفت الى أن "روكز كان يشدد على أن من يتخرّج يجب أن يتمتع بالقدرة الكافية على إستلام مكان ضابط في المعركة". ويأسف لأنّه "لم ينهِ خدمته العسكرية ككقائد للجيش"، معتبراً أن "هذه خسارة للمؤسسة العسكرية وليس له، فمثل هذا الرجل إذا أراد هو التقاعد، على الجيش أن يستفيد من خبراته ومهاراته لتطوير المؤسسة".

رجل شهم

الرقيب ​داني الراعي​ المغوار الذي ترك الجيش عام 1993 بعد أن خدم فيه مدة ستّ سنوات، دخل المؤسسة العسكرية باكراً واضطر الى الإنتظار أشهرًا لإكتمال أوراقه وليأتي "رقمه"، يروي طريقة معاملة شامل روكز له: "إنتظاري حتى أقبض راتبي من المؤسسة العسكرية دام ثمانية أشهر كان روكز أثناءها يساعدني ماديًّا فكان يدفع لي شهرياً آنذاك ثلاثين الف ليرة حتى لا أحتاج أحداً، ويوم تقاضيت "معاش" الثمانية أشهر من المؤسسة العسكرية حضرت لأردّ له أمواله فما كان منه إلا أن طلب مني الخروج من مكتبه ورفض استرداد المبلغ، هذا هو شامل روكز..."

"شكرًا شامل روكز"

غداَ يُحال العميد روكز الى التقاعد رسمياً وتطوى خمسة وثلاثون سنة في خدمة المؤسسة العسكرية. غداً أراده محبو روكز أن يبقى للتاريخ وليكرموا هذا الرجل كما يستحق فكانت الوقفة عند الساعة السادسة في ساحة الشهداء للقول: "شكراً شامل روكز". وفي هذا الإطار يشير ميشال الفتريادس وهو من المنظمين لها عبر "النشرة" الى أن "تقاعد العميد شامل روكز لا يمكنه أن يكون عادياً لأنه لم يكن أي ضابط، فتاريخه حافل بالنجاحات والإنجازات لهذا كانت هذه الوقفة وفي ساحة الشهداء حيث تقام المناسبات الوطنية المهمة".

بالأمس القريب التقى روكز رفاق السلاح القدامى، شعر بحزنهم و"بإحباطهم" كما يؤكد واحد منهم فما كان منه إلا أن بادرهم بالقول: "الجيش لا يختصر بشخص معيّن، الجيش مؤسسة لا تنتهي مع تقاعد أحدهم"...