وضعت اللقاءات الفلسطينية الثنائية والجماعية التي جرت في بيروت على مدى الايام القليلة الماضية بين مختلف القوى الفلسطينية وتحديدا حركتي "فتح" و"حماس" أوزارها.. وخلص اللقاء الثنائي بين عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى ابو مرزوق الى تفاهم على سلسلة من النقاط اولها اطلاق تسمية على الانتفاضة في الداخل هي "الهبة الشعبية في الدفاع عن القدس والاقصى"، وعلى عدم عسكرتها لان ذلك يقضي على الهدف من ورائها ويحرف الانظار عما يجري في القدس والمسجد الاقصى ويقلل من الدعم الدولي لها عبر تصوير ان اسرائيل ضحية بخلاف الحقيقة بينما لو بقيت سلمية، فان العالم سيتعاطف معها سيما وانها سلمية وبقرار فردي.

وأكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة" ان الطرفين "الفتحاوي" و"الحمساوي" اتفقا على استمرارها الى ان ينتهي الاحتلال الاسرائيلي، بحيث يتم تحقيق "مكاسب سياسية" من ورائها، إضافة الى تشكيل "قيادة موحدة ميدانية" تعمل على تنظيمها وتقلل من الخسائر البشرية لكي لا تذهب الدماء الزكية التي تسيل يوميا هدرا.

واوضحت المصادر ان تحقيق هذه الاهداف يتطلب انهاء الانقسام فعلا على الارض، لا قولا وحبرا على ورق دون تنفيذ. والعقبات التي تحول دون انهاء هذا الانقسام، منها ضرورة تمكين حكومة الوحدة الوطنية من بسط سلطتها على كافة الاراضي الفلسطينية في غزة كما في الضفة الغربية او تشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل وتمكينها ايضا من ممارسة مهامها على الارض، وصولا الى اعادة توحيد المؤسسات التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية من اجل القيام بدورها على اكمل وجه، بالمقابل طرحت "حماس" الشركاء في عمل المؤسسات واتخاذ القرارات.

وأشارت الى ان اللقاء الثنائي تناول موضوع المجلس الوطني الفلسطيني على ضوء قرار "اللجنة التنفيذية" لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" والاتفاق على عقده في شهر كانون الاول المقبل، وفق اقتراحين: انعقاد مجلس وطني جديد على ضوء اعلان القاهرة (اتفاق 2005) او المجلس القائم حاليا على اعتباره يهدف لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على ضوء خطاب الرئيس محمود عباس "ابو مازن" في الامم المتحدة وانسداد آفاق عملية السلام مع "اسرائيل" وضرورة توحيد الجهد الفلسطيني.

واكدت المصادر، ان اللقاءات تناولت ايضا الاوضاع الامنية في مخيمات لبنان وخاصة عين الحلوة على خلفية الاشتباكات الاخيرة وعمليات الاغتيال المتكررة، وكانت الاراء متطابقة لجهة بذل المزيد من الجهود السياسية والامنية لتثبيت الاستقرار ومنع اي فتنة او ارتباط لاي افراد او جهات بقرار خارجي بعد توقيف الامن العام لشبكة ارهابية تنتمي الى تنظيم "داعش" من بينها عدد من أبناء المخيم وقد أكد على ذلك الاحمد بالقول "اننا لن نسمح لاي جهة "تكفيرية" التواجد في المخيمات الفلسطينية وخاصة عين الحلوة للاحتماء به او استغلاله، لان وجهة المخيمات كانت وستبقى فلسطين ولن نقبل بتكرار تجربة نهر البارد وسنتصدى بحزم لاي محاولة.

ووفق معلومات "النشرة"، فان الدكتور ابو مرزوق سيزور لبنان مجدّدًا في غضون الايام القليلة المقبلة لمتابعة لقاءاته وجولته على المسؤولين اللبنانيين، حيث سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادات فلسطينية على رأسها حركة "فتح" وربما الاحمد نفسه، لاستكمال المباحثات وسط مساع لعقد لقاء تشاوري للاطار المؤقت لقيادة "منظمة التحرير الفلسطينية" لرسم استراتيجية جديدة للمرحلة المقبلة بالتوافق بين كل القوى الوطنية والاسلامية.

بالمقابل، غادر الاحمد لبنان مرتاحًا لنجاح زيارته التي تؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات الفلسطينية الداخلية وفي حماية المخيمات بالتعاون والتنسيق مع القوى اللبنانية السياسية والامنية، وقد سمع والقائد العام للامن الوطني اللواء نضال ابو دخان، ثناء لبنانيًا وتشجيعًا على استكمال الحوار وما يتعلق بإعادة تدريب وتأهيل عناصر الامن الوطني في مخيم الرشيدية، لان ذلك يساهم في ضبط الوضع الامني والانضباط داخل المخيمات وبينها عين الحلوة وتنظيم السلاح، ويكون ترجمة عملية لمنع تمدد "النفوذ الاسلامي المتشدد" في المخيم واحكام القبضة على قراره وانتشاره الجغرافي وصولا الى وقف عمليات الاغتيالات، وعلم ان استعدادات لتنظيم الدورة الرابعة قد بدأت على قدم وساق وسيكون معظم المنضوين فيها من منطقة البركسات في ​مخيم عين الحلوة​.

هي محاولاتٌ دائمة للتفاهم والتوافق بالحدّ الأدنى، محاولاتٌ يأمل الفلسطينيون أن تترجم على الأرض، لأنّهم أكثر من يعرف أنّ انقسامهم لا يضرّهم فحسب، بل يضرّ القضية التي يفترض أن تكون بوصلتهم الأولى، وحتى الوحيدة...