ألا تتنتظرون حلولا وأشياء عملية؟

في زمن التحركات المطالبية فلنصنع ثورتنا نحن التربويون.

ألم تشبعوا مؤتمرات وندوات حوارية حول قضايا متعددة؟

فلننتقل إلى الناحية العملية. وهكذا فعلنا.

منذ الإنطلاقة سعينا إلى وضع الأصابع على جروح العملية التربوية من آثار الحرب الأهلية على المواد التربوية وإن إستطاعت التربية بناء جيل أم أجيال، وكانت الإجابة وللأسف في التحركات المطالبية وفي إعتداء الشباب اللبناني على بعضهم البعض. في أي مدارس تعلم هؤلاء؟ على أيدي أي أساتذة تتلمذوا؟

ثم إنطلقنا إلى تنظيم "معرض وظائف لبنان"، المعرض الذي رغبناه وحدوياً خارج كل الأطر الحزبية والإنتماءات السياسية والمذهبية، يوحد الطلاب، طلاب لبنان، كل لبنان، حول توجيههم إلى إختصاص جامعي يلبي طموحاتهم وسوق العمل، ويوجه الخريجين إلى مؤسسات لبنانية وعربية ليجدوا ذاتهم المحررة من كل قيود أو أغلال معيشية.

والموعد معكم، فلتثبتوه على أجندة المدارس للعام المقبل، الموعد للعام الثاني مع معرض لبنان للتوجيه والتوظيف في 12 و13 نيسان 2016 في بيروت، في قلب بيروت مع ندوات حوارية، ومؤتمرات على أيدي كبار المدربين ليكون وكما رغبناه سوياً فرصة ثقافية تربوية رائدة يحتاجها وطننا توضع بين أيدِ الطلاب والأساتذة على السواء.

نحن بإنتظار آرائكم ومشاركاتكم حول ندوات، ورش عمل، فلا تبخلوا علينا بها، فبكم نغتني.

اليوم، نعم اليوم، ماذا فعلنا للتعليم المهني، هل هو خارج الأولويات؟ هل هو خارج كل القيود العائلية للتربية؟ لا، بل هو في صلب العملية التربوية التي تلامس الواقع وتلبي حاجات سوق العمل.

هل تعلمون أن 49% من الطلاب في فنلندا ينتسبون للتعليم المهني والتقني وذلك ساهم في نمو الصناعة التكنولوجية خلال السنوات الماضية؟

لا يمكننا الإنتظار، هذا الحدث التربوي الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي يجب أن يحظى بدعمكم له، لا ننتظر سوى دعم معنوي بدعوة المدارس للمشاركة القوية في الإستفادة من هذه التظاهرة الثقافية التربوية.

يوجد اليوم أفكار حول التعليم المهني أنه آخر خيارات توضع أمام أبنائنا الطلاب، كيف نغير هذا الواقع بدون دعم الجسم التربوي؟

كيف يمكن أن نساهم في تطوير القطاعات الإنتاجية في وطننا بدون تطوير قدرات أبنائنا الطلاب المنتسبين للتعليم المهني والتقني وهم الخزان الحيوي والطاقة الإنتاجية والفاعلة لتطوير القطاع بأكمله؟

نعم الموعد معكم قريباً، يومي 14 و15 كانون الثاني 2016 مع "معرض ومنتدى تكنيك" ليكون البوابة لتطوير قدرات طلاب التعليم المهني والتقني في لبنان، مع عشرات الندوات التفاعلية على أيدِ نخبة الأساتذة والمدربين اللبنانيين والدوليين.

إن تطوير العملية التربوية يحتاج لأخذ كل منا زمام المبادرة، كل فرد منا مسؤول، وكل فرد منا يمكن أن يغير بالمساحة المعطاة له، - لا- كل فرد منا مسؤول بمقدار ما يعطي لذاته من مساحة، فنحن أبناء ذاك الفينيقي الذي لم يؤمن بأية حدود مرسومة.

الموعد قريب لملاقاتكم والموعد أقرب للإستماع إلى ما تخبئونه من أفكار خلاقة ستغير الواقع التربوي إلى الأبد.