قبل أن يحتفل اليمين في اسرائيل بلحظة، يجب أن نقول له: لا توجد صلة بين الولد الذي يحمل السكين في الخليل وبين الفرنسي المسلم الذي يحمل الحزام الناسف في باريس. قبل أن يبدأ اليمين في فرنسا واوروبا كلها بالاحتفال، يجب أن نقول له: لا ترقصوا فوق الدماء. القومية المتطرفة وكراهية الاجانب، العنصرية وطرد اللاجئين والانفصالية والحرب ضد الاسلام، هذه الحلول السحرية لكم، لن تحل أي شيء. واحتفالات الـ"قلنا لكم" لاسرائيل واليمين في اوروبا في ذروتها. بنيامين نتنياهو ومارين لوبان سيكونان الرابحين الاكبر من الارهاب، ومحظور السقوط في فخهما. اليمين الاسرائيلي سيقول "قلنا لكم": هكذا هم الفلسطينيون وهكذا هم العرب وهكذا هم المسلمون – حيوانات متعطشة للدماء. الخلاصة: لا يوجد شريك. الى الأبد على حد السيف. الآن تمر اوروبا بما نمر به منذ سنوات. الآن ستستخدم اوروبا نفس الخطوات لمحاربة الارهاب التي نددت بها عندما استخدمناها. قد تنزل اوروبا الآن عن أكتافنا – حيث يوجد لنا عدو مشترك. لنشاهدها وهي تسم المنتجات الآن، لنشاهدها وهي تستنكر المستوطنات. الاقتحامات الجريئة لنا للمستشفى الاهلي في الخليل والمدرسة الاعدادية في سلوان هي جزء من حرب الغرب الحضارية التي تتفاخر اسرائيل بالانتماء اليها. من لا يقتحم الاهلي فهو لا يحارب الارهاب. من لا يطلق النار على فتاة تحمل السكين في الحاجز فهو يحصل على باريس. مصير احمد مناصرة مثل مصير جون الجهادي. "حماس" هي تنظيم الدولة الاسلامية وكذلك "حزب الله"، الشيخ رائد صلاح، ايمن عودة، احمد الطيبي ومحمود عباس، جميعهم "داعش"، جميع العرب. هذا بالطبع برج من ورق في الدعاية ولا يرتبط بالواقع. إن هدف حامل السكين من الخليل يختلف تماما عن الجهادي من استاد ديبارك وكذلك قناعته. هنا يدافع الفلسطيني عن ارضه وبلاده وتحرره من الاحتلال وتقرير المصير والحرية – واسم اللعبة هناك هو تدمير اوروبا والسيطرة عليها. الدافع الاساسي هنا قومي سياسي أما هناك فهو اصولي ديني. لكن الحقيقة هي أن اليمين الاسرائيلي لا يخطئ كليا. ومصير نبوءته هو أن تتحقق. اذا استمرت اسرائيل في سياستها فان الولد الذي يطعن من الخليل سيتحول الى انتحاري يتغلب على "داعش". اليوم هو ينظر بعيون مفتوحة الى نجاح الاخوة الاكبر. ويأسه لا يترك له أي أمل آخر. "داعش" ليس هنا بعد، لكن يمكن الاعتماد على نتنياهو في أن يحضره الى هنا. فقد أوجد الاحتلال "حماس" و"الجهاد الاسلامي". ضفة يائسة وقطاع محبوس هي الارض الخصبة المناسبة لذلك. ومن يقولون بالقتل داخل المستشفى هم الذين يسرّعون حدوث ذلك. اليمين الاوروبي مخطئ ايضا: اللاجئون المسلمون الذين وصلوا الى اوروبا يحاولون الهرب من خطر الجهاديين الذين يستهدفون اوروبا الآن. إنهم يهربون من الذين دمروا وطنهم والآن ينفذون مجزرة في مسرح في تكلن. اغلاق الابواب في وجههم وزيادة كراهية الاجانب في اوروبا واستمرار الخوف من الاسلام وصعود اليمين المتطرف، كل ذلك سيخدم "داعش" فقط. يوجد الآن القليل من الاسرائيليين الفرحين مما حدث في باريس. فرح العميان: الدرس الصحيح مما حدث في باريس هو أنه لا يوجد المزيد من الحروب المحلية. ولا يستطيع العالم الاستمرار في اغلاق عيونه تجاه ما يحدث في سورية، وايضا تجاه الاحتلال الاسرائيلي. عندما يستيقظ العالم من الصدمة سيتحرر من الشلل ايضا ويفهم أن عليه العمل على انهاء هذه الصراعات في سورية الممزقة وايضا في المناطق الفلسطينية المحتلة. عندها لنرى اليمين الاسرائيلي.