عدا عن الآسار الظاهرا للعيان أو الل أظهرتا الحفريات، لتقت لقيات متعددي بتفيد دراستها بفهم الحضارات اللي بتكون مرات الشاهد الوحيد ع معالما. وجود الأكل مسلن بمدفن بيدل ع انو المجتمع كان يآمن بالحياة بعد الموت. ووجود المعدن بيدل ع اكتشافو وتصنيعو. ووجود الغراض التميني المزخرفي بيدل ع بلوغ مستوى حضاري متقدم، الخ. ولتقت بلبنان آسار كتيري ألفّو عنا الأركيولوجيي، متل بيار مونتي وموريس دونان وغيرن، مجلدات ضخمي منترك البحس عنها لإخصائيين الأركيولوجيا ومنكتفي بالقول انها، ولو دلّت ع معالم الحضارات من عدة نواحي، بتضل محدودة الاهميي ازا ما لتقى معها مكتوبات وكتابات. وبالفعل أهم شي بيكشفو عنو عادتن الحضارات الماضيي هو، بدون شك، المكتوبات. هي منلاقيا ين ما كان بشكل فتافيت مبعسرا أو بشكل مجموعا: ع حطيان هيكل أو قصر، بكعب مدفن أو بير، وبصورا خاصا بمكتبات أو مدارس مديني.

1- أهم المكتوبات هنّي الل ع ختم جبيل وع ناووس أحيرام. ما لقينا بلبنان الحالي ولا مجموعة مكتوبات كبيري. بس لقينا نتف مكتوبات بتنبي عن حضارا بكاملا: منزكر خصوصن الختم الحجري اللي بيحمل أول كتيبي هيروغليفيي، يعني أول كتيبي معروفي، وناووس احيرام اللي بيحمل النص اللي عتبروه أول كتيبي أبجديي: ووحدن هـ المكتوبين إلن أهميي أكتر من كل شي كتشفوه بالعالم.

2- إهمال المسؤولين عن تراسنا، والكوارس الطبيعي والبشريي من أهم أسباب فقرنا بالمكتوبات: بالرغم من أهمية المكتوبات اللي لتقت بلبنان بيتساءلو الناس ليش بعد ما لقيو مكتبات كبيري متل اللي كتشفوها بإمتداداتو الطبيعي، وبالأخص بـ إيبلا وأوغاريت. جوابنا ع هـ السؤال هو انو ما كشفنا بعد عن خفايا كل تراسنا، لانو عمل المسؤولين عن الآسار كان ضئيل وهزيل بانسبي لما في بلبنان من كنوز. وع كل حال مش مستبعد نلاقي شي يوم نحن وعمنجري حفرياتنا الأركيولوجيي، ولنّو واحدي من مكتباتنا اللي بعدا مدفوني. ورح يكون اكتشافنا الا حتمن بمسابة فتح حضاري.

3- بلبنان الكنعاني- الفينيقي كان في مدرتين كتابيي: واحدي تكتب بالمسماري ع الآجر وواحدي بالصور ع الجلد والبردي. أبحاسنا بتفيد انو كان في بلبنان الكنعاني.

- الفينيقي مدرستين كتابيي: مدرسة المدن الشماليي والشماليي الشرقيي، اللي متد تأسيرا لميزوبوتاميا، وفيا كتبو بالمسماري، الهيروغليفيي والمقطعيي والأبجديي، وهـ الشي بتأكدو لقيات المد السوريي اللي بإمتدادات لبنان الطبيعي واللي ابراز لغاية اليوم ايبلا المملكي الل كتبت بالمسماريي المقطعيي، وأوغاريت المملكي الل كتبت بالمسماريي الابجديي بعد اختراع قدموس الابجديي اللي منا نشّفت ابجديات العالم.

بس مدرسة المدن الوسطى والجنوبيي كتبت بالصور البلّشت هيروغليفيي وتطورت لمقطعيي (ومنا صور البسودو-هيروغايف الل بيحكي عنن دونان بكتاباتو بيبليا غراماتا)، وصارت أبجديي ع ايام قدموس. وبتأكد هـ الشي كل مكتوبات مدنا الوسطى والجنوبيي اللي وصل تأسيرا لمصر، وبعدان لكل بلاد العالم.

وأغلب الظن أنو مدارس الشمال هي اللي عتمدت هـ الطريقا بالكتيبي، لانو كان أسلا تستعمل لهـ النوع من المكتوبات الفخار اللي ما بيتلفو الزمان بسهولي. بينما ستعملت مدن الوسط، ويمكن الجنوب، الابجديي الادمو- جبيلي المتميزي بتنوع حروفا واناقتا ومنطقتيتا. وهي اللي عميقول عنا موريس دونان بخاتمة كتابو بيبليا غراماتا انّن خترعوا كاملي.

ويمكن تكون مدن لبنان الحالي الكبيري ستعملت كلا الابجديي الادمو- جبيلي اللي كانو يستعملو ورق البردي والجلد لكتيبتا. وهي مواد سريعة التلف. وخلّينا نتوقف هلق قدام أهم مجموعتين من المكتوبات الكنعانيي- الفينيقيي المعروفي مكتوبات ايبلا ومكتوبات أوغاريت.

1- ايبلا وأهميتا بتغيير التاريخ

ايبلا حاضرا كنعانيي بتحمل وريستا اليوم اسم تل مرديخ. بتوقع بسوريا بين حلب ودمشق ع خط داخلي مقابيل أوغاريت، بإمتدادات لبنان الطبيعي، يعنب باللي نعرف قديمن بلبنان الكنعاني- الفينيقي. بتزكرا النصوص الشمريّي والبابليي. بس كانوا يعتبروا مديني اسطوريي مش تاريخيي ت قامت بالتنقيبات فيا من سنة 1964 بعسي طليانيي برئاسة باولو ماتيي وجيوفاني بتيناتو عضو البعسي واللغاتي فيا. بعد ما نتهت التنقيبات فيا ويمكن تتطلّب قرن أو قرنين لتتم بكاملا. بس كشفت الحفريات لحد هلّق عن حضارا ما كان يتصوّر العالم انو ممكن انو نتوجد بأزمني داقرا ببدايات التاريخ. بالفعل بتدل الاكتشافات ع انو حضارة ايبلا بنرجع لـ 2400 سني قبل المسيح. وبما انا منعرف انو التاريخ بلّش 3000 سني قبل المسيح، بتكون مدينة ايبلا واحدي من المدن الكتيري اللي صرنا نعرف انا نبتت بلبنان الطبيعي وجوارو بعصر تور- ايل وإمتداداتو الزمنيي.