وأهم من كل هادا كان الملك علم لشعبو: كان واجبو يسهر ع رعيّتو و"يحكم بالعدل للأرملي" و"يحمي الزليل". وكان لازم يعرف ويفهم و"يكون قوي" (وعبارة "خلّينا نملّك علينا إله بيعرف وبيفهم" بتدل إنو الملك كانو ينتخبوه مجلس الآلها وكان لازم يجمع "الزكا والفهم للحساسيي". وكان مفروض فيه يكون قمّة الفكر بالمملكي متلما كان الملك الشبني شاعر أوغاريت وملكا ومتلما كان معاصر وابيبعل ملك بيروت الكانت تتقدّملو الكتب والإطروحات تيحكم عليا.

- نصوص أوغاريت مطعّمي بخلقيي ساميي ونابعا من الدين. اللي بيقرا النصوص الأوغاريتيي كتير بيتفاجأ بعبارات متشددة الخلقيّي. بيقرا مسلن: " يسقط القوي، ويوقع ع التراب المتكبّر..."، أو "إزا لقيتك ماشي بدروب الشر أو بدروب التكبّر، بضربك ضربي توقّعك ع الأرض". وبتقرا كمان "البعل بيكره زبيحتين وحتى تلاتي: زبيحة العار (أو الخصام) وزبيحة السفالي (أو الحقارا) وزبيحة الخلاعا". وزكرنا، نحن وعمنحكي عن السياسي، انو أسس الملك كانت مبنيّي ع الرحمي والعدل: كان واجب الملك "يحكم للأرملي" و "يطعم اليتيم" و"يحمي القاصر" والضعيف. وكانت من صفاتو، متلما رح نشوف ، الحكمي والعلم. وقلنا نحن وعمنحكي عن الدين إنو اله جدودنا كان يوصي بالمودي والسلام وببدر المحبي بقلب الارض.

كل هـ الشي بيدل ع خلقيي أصليي ساميي ومنبعا بدون شك معرفة الله.

- نصوص أوغاريت بتدل ع حياة فكريي وجودها متعددي: بينفهم من هـ النصوص انو المجتمع اللبناني- الفينيقيي كان يعيش حياة تعطى للقضايا الفكريي: علم، أدب، فن، دور أساسي. واللي بقيلنا من الأدب الملحمي- ومن المعلومات الجايي فيه- دليل ساطع ع هـ القول.

وبينفهم من الملاحم انو الملك والكاهن الأكبر كانو قمة الفكر والروحيات بالحاضرا. الملاحم ممضيي من قبل تنين: الملك النبيل (الشبني) نقماد، ورئيس الكهني أتن برلن. وبتتردّد بالملاحم وبباقي النصوص أصداء الحياة الفكريي اللي بيفاخرو فيا شعب وملك: بالفلسفي أو الحكمي بيفاخرو رفقات ايل: "كلام الأله ايل حكمي وحكمتو حييّ للأبد". وايل عالم. و"كلامو حياة سعيدي". وبحسب الملاحم ونصوص غيرا متنوعا، بينفهم انو اللبنانيي- الفينيقيي كانو يعرفو كتير عن علم الفلك: فغت (أو فوغة) بنت دانيال مسلن، كانت "تعرف بسير نجوم". وكانو كمان يعرفو الحساب ويتقنوه ويعلموه بالمدارس متلما سبق وقلنا. واللي يبني الهياكل والقصور لازم يكون يعرف بدون شك أسرار الرياضيات. ومن يومة اللي كتشفو اللبنانيي-الفينيقيي "الكواكب الـ7"، بعصر تور- ايل، وعطو اسامي ملوكن لهـ الكواكب، صار أساس العدّ عندن الرقم 7، وبيلحقو الرقم 8. وعتبر و هـ الارقام مقدّسي. وتور ورفقاتو نظّمو والسني من 365 يومز ونظمو الساعا وعطوها اسم واحدي من بطرتنا حوريي (هورا وهيرا). وتقنو كمان العد بحسب النظام العشري وعدّو بالعشرات، وبالميات وبالألوف. وكمان خترعو النقود والمقاييس، مقاييس المسافات (الفرسخ)، والمساحات (الفدان)، والأوزان (المسقال)،... اللبنانيي- الفينيقيي ما كانو يجهلو لا أسرار العلوم الطبيعيي ولا أسرار العلوم البشريي. ومنستدل من الملاحم انن كانو عارفين بالطب. ومتل كل شي كانو يعملوه، كان الطب عندن يقترن بممارسة طقوس دينيي. وكانو مع إستعمال الأدويي (وأكتريتتا مستخرجي من الأعشاب) يصلّو ويقدمو القرابين تيشفى مريضن. ومن عصر تور- ايل وجاي شاعت بين الناس فكرة القيامي من الموت وقالو عن اشمون- اسكولاب، إله الطب، وخصوصن عن تور وايل عناة وغيرن، إنن بيقيمو من الموت. وتردّد هـ الشي، متلما قلنا بوضوح، بكترا، بالملاحم وبالنصوص والمكتوبات القديمي.

وما عاد عنا شك انو اللبنانيي- الفينيقيي كانو يعرفو مبادي كل العلوم. كانو يصهرو المعادن ، وإستخدامن إلا بكترا وتركيب الأدويي وغيرو، بيدلّ ع معرفي بالكيميا وبالنبات وبغير علوم مش قليل منّا غميقا. وسفرن بالبحر، اللي تمّ بعصر تور- ايل ع سفن من طراز جديد سوروي، بيدل ع معرفي بقوانين الفيزيا والبحر والجغرافيا مش قليلي. وع كل حال ما عادو يجهلو المأرخين انو الرياح نوتس وبوري وزفير بتحمل اسامي لبنانيي- فينيقيي.